ثقافة الإسكافي! وزير العدل المستشار الجندي كان علي حق تماما عندما وصف بعض رجال القانون التابعين للنظام السابق بأنهم كانوا إسكافية قوانين, وليسوا ترزية قوانين. والإسكافي( مع كامل احترامنا لأصحاب هذه المهنة الموشكة علي الانقراض) عمله ترقيع الأحذية البالية القديمة المهترئة. غير أن ما لم يذكره معالي الوزير أن مصر كلها كادت لولا الثورة تكون بلدا للإسكافية في جميع المجالات. نعم يا سيدي.. كنا جميعا, أو كدنا نكون, مجموعة من الإسكافية يعيشون داخل حذاء قديم, وأصبحت ثقافة التسكيف هي ثقافتنا المثلي! ولثقافة التسكيف هذه خصائص عديدة, نذكر منها ثلاثا. أولا: إن الإسكافي لا يصنع شيئا, ولايبتكر, بل هو فقط يصلح ما أنتجه غيره( هل سمعت عن أي اختراع لمصر أبهر الدنيا في الخمسين سنة الأخيرة)؟. والإسكافي ثانيا: يصلح الأشياء القديمة التي عفا عليها الدهر( إذ لايمكن أن تأخذ سيادتك له حذاءك الجديد لانج ليصلحه)! وهو ثالثا: لا يتعامل إلا مع الفقراء البائسين من الناس( هل يمكن لغني ميسور أن يذهب إليه إلا إن كان بخيلا دقة) ؟ أتري إلي المهندس الذي يدلس ويغش في منح تراخيص البناء المضروبة في المحليات, أو الطبيب الذي لا يردعه وازع من ضمير عن إجراء جراحات لا لزوم لها لمرضي أقعدهم الفقر والعوز, لا لشيء إلا ليغير موديل سيارته كل عام. أو المدرس الذي لا يري في تلاميذه الصغار إلا سبوبة أكل عيش من الدروس الخصوصية.. فيضربهم! ناهيك عن الصحفي الذي باع قلمه لكل من يدفع أكثر من الحكام أو المعلنين, أو السياسي الكذاب, والإعلامي المتلون, وحيتان البيزنس, ولصوص الأراضي, وأباطرة الفن الهابط. وربما يكون بعض الإسكافية منا قد دفعتهم إلي التسكيف ضغوط الحياة والحاجة ومطالب العيال وشيوع الفساد حتي أصبح الفساد شرطا ضروريا وكافيا لنبقي أحياء.. لكن لا شك في أن بعضنا قد اختار التسكيف عامدا متعمدا ولا يزال.. فما الحل؟ بسيطة.. لنبدأ فورا مسيرة التخلص من المسكفاتية المنتشرين في مؤسساتنا ومرافقنا الحيوية كالجراد.. فمن ير منكم شخصا تسكيفيا فليرمه بحجر.. لعل وعسي! المزيد من أعمدة سمير الشحات