جاءت الزيارات التي قام بهاالدكتور نبيل العربي وزير الخارجية لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر و لقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية . منذ ايام في أول زيارة لوزير خارجية مصر لتؤكد أن أبواب البعثات الدبلوماسية مفتوحة لجميع المصريين بالخارج, وأن الروح الجديدة لثورة25 يناير تفتح صفحة جديدة في تعامل سفارتنا وقنصلياتنا بالجاليات المصرية حول العالم, وأهمية الدور الذي تلعبه الجاليات المصرية بكنائسها ومساجدها بالخارج. إن هذه اللقاءات اثارت عددا من التساؤلات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الكنيسة المصرية في تقريب وجهات النظر بين القاهرةوأديس أبابا ومدي إمكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين في المرحلة القادمة. وهل يمكن أن يقوم قداسة البابا شنودة- الذي يتمتع باحترام كبير في الأوساط الشعبية والرسمية في أثيوبيا- بزيارة أخري علي غرار زيارته التاريخية للكنيسة القبطية بأديس أبابا في أبريل من العام الماضي خاصة أن زيارته السابقة تركت أثرا كبيرا وطيبا علي المستويين الشعبي والرسمي وساهمت في تحسين العلاقات بين البلدين, كما أدت إلي تغيير امور كثيرة وأعادت العلاقة بين الكنيستين اقوي مما كانت بل وتربطهما علاقة تشوبها المحبة والمودة. في الوقت الذي صدرت فيه خلال الأيام الماضية تصريحات إيجابية من جانب مسئولين اثيوبيين تؤكد رغبة بلادهم في فتح صفحة جديدة مع مصر, رحبت بها وزارة الخارجية المصرية وفقا لما أكدته السفيرة منحة باخوم المتحدث الرسمي باسم الوزارة. السفيرة منحة باخوم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أكدت وجود تفكير جدي من قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لزيارة أثيوبيا قريبا جدا, مؤكدة أن هذه الزيارة المرتقبة هي نوع من الدبلوماسية الشعبية التي يقوم بها قداسته, وأضافت المتحدث الرسمي باسم الخارجية لمندوب الأهرام: لاشك في أن هذه الزيارات والتي سبق للبابا أن قام بها للكنيسة القبطية في أثيوبيا من الممكن أن تسهم في تخفيف حدة التوتر بين البلدين الأفريقين الشقيقين لافتة إلي أن وزارة الخارجية ترحب بالجهود الشعبية والمجتمع المدني التي تعزز الجهود الرسمية لخدمة المصالح المصرية. السفيرة منحة أوضحت أن السياسة الخارجية يجب أن تستخدم جميع الأدوات التي من شأنها أن تحد من أي صراع قد يتأجج الأمر الذي يقتضي أن نستخدم كل أدواتنا كلها. ولفتت المتحدث الرسمي إلي أهمية الجهود الشعبية التي تمثل القوة الناعمة في تعزيز الجهود الرسمية التي تقوم بها وزارة الخارجية, مشيرة إلي أن الجاليات المصرية في الخارج سواء القبطية والإسلامية بكنائسها ومساجدها تمثل القوة الناعمة لمصر في الخارج التي لابد من الاستفادة بها ودعمها. وحول لقاء الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية في الاسبوع الماضي بكل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شددت المتحدث الرسمي علي أهمية هذه الزيارات التي لم تحدث منذ عقود, مشيرة إلي سعي وزارة الخارجية للتواصل مع الأزهر الشريف وحل المشكلات التي تواجه البعثات الأزهرية والأمة, كما يستطيع البابا المساعدة في حل مشكلات الجالية المصرية والكنائس بالخارج. وحل الدور الذي يمكن أن يقوم به البابا في التقريب بين مصر واثيوبيا في ضوء الخلاف القائم حاليا بسبب سد الألفية الذي تعتزم أديس أبابا إقامته علي منابع النهر أوضحت السفيرة منحة باخوم أن العلاقة بين الكنيسة المصرية والكنيسة القبطية في أثيوبيا علاقة قوية جدا وتمتد إلي عقود طويلة, وكانت الكنيسة الأثيوبية تتبع الكنيسة المصرية لافتة إلي أن للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أتباع في الحبشة علي مدار التاريخ وتتمتع بهيبة في أثيوبيا نتيجة للدور التاريخي بينهما. وأكدت باخوم أن العلاقات مع دولة أثيوبيا طبيعية جدا وهناك إنفتاح بين البلدين والجميع علي استعداد لحل جميع المشاكل بإيجابية.