كتب البهاء حسين: في إطار احتفالات مصر باليوم العالمي للكتاب, افتتح وزير الثقافة د. عماد أبوغازي, مساء أمس الأول, قاعة جديدة بالهيئة العامة للكتاب. القاعة تحمل اسم صلاح عبدالصبور.. الرجل الذي اتخذ الكتاب صاحبا, وترك منه ذرية, وهي لا تزيد علي40 مترا, لكنها اتسعت, مع ذلك, لمناقشة جادة حفلت بها الندوة التي أقامتها الهيئة عن مستقبل الكتاب في يومه العالمي. وقد أراد رئيس الهيئة الدكتور أحمد مجاهد لهذا الافتتاح أن يواكب ذكري مرور30 عاما علي وفاة عبدالصبور, أبرز من ترأسوا الهيئة بتعبير مجاهد, وأحد الآباء لحركة الشعر الحديث. شارك في الندوة التي أعقبت الافتتاح د. حسين حمودة, د. سحر الموجي, مكاوي سعيد, وأدارها الدكتور أحمد مجاهد. المعاناة من الحرية: نوه حمودة, بداية, بأن الاهتمام بالكتاب كان الي وقت قريب هما غربيا خالصا, ثم أصبح الآن هما إنسانيا, وأكد اننا مطالبون بالتفكير في مستقبل الكتاب داخل دائرتنا المصرية التي تتقاطع مع الثقافة العالمية من وجوه عدة, وتلتقي معها في وجوه أخري. وتساءل حمودة عن قدرة الكتاب علي منافسة الوسائط الجديدة( الC.D والمكتبات الرقمية... الخ), وهي تساؤلات تنطلق من وضع قائم الي وضع قادم, بتعبيره, فيما لفت الي ضرورة التفكير مع الآخرين لجعل هذه الوسائط عاملا يساعد علي انتشار الكتاب, لا أن تحل بديلا عنه. ومن المفارقات التي أثارها حمودة أن رواية نجيب محفوظ أولاد حارتنا, كانت في سنوات حجبها, الكتاب الأكثر انتشارا لانها فيما يعلل, كانت توزع بشكل سري, أما الآن فالكاتب, ومن ثم الكتاب, فيوجد في ظرف آخر ربما نعاني فيه من الحرية! القدرة علي الحلم: ثم تحدثت الروائية سحر الموجي متمنية أن يكون الاحتفال بالكتاب في الهواء الطلق, لا في القاعات المغلقة, وقدمت عدة اقتراحات منها: أن يكون في دور النشر محرر يفكر مع المؤلف ويقدم له الاقتراحات, معترفة في الوقت نفسه بأن الفكرة تنطوي علي حساسية لدي الكتاب الكبار, مع أن دور المحرر لصالح الكاتب وكتابته. كما اقترحت الموجي أن تكون هناك هيئة استشارية تفرز المادة لتميز ما يصلح وما لا يصلح للنشر, حتي لا يدخل الكتاب, حاضرا ومستقبلا, نفق الاستسهال. وقالت الموجي: إننا بحاجة ل ورش الكتابة, لأن الكاتبات الانجليزيات يقمن بهذا الدور هنا في مصر, وتابعت أن نفسية المصري تغيرت بعد ثورة52 يناير, وهذا سيؤثر بدوره علي الكتابة, لقد أصبح الكاتب, فيما تري, علي ثقة من قدرته علي الحلم والتغيير. علامة استفهام عالقة: أما الروائي مكاوي سعيد, فرأي في فكرة المحرر هذه نوعا من الرفاهية, وعلل بأنها غير قابلة للتحقيق, لأن عقبات كثيرة تقف في طريقها, لافتا إلي حساسية البعض من التدخل في كتابته. وتحدث مكاوي عن تجربته كناشر, قال: أحيانا أستعين بأصدقاء يجيزون كتابا ما للنشر, ثم أكتشف ان الكتاب ضعيف, وبأسف أضاف أن صناعة النشر مازالت هناك في لبنان, فهل يعني ذلك ان القاهرة هي التي مازالت تكتب, وبيروت التي تطبع وبغداد تقرأ, كما كان طه حسين يقول. أردت أن أسأل مكاوي: هل هذا صحيح, لكنني كنت أفكر, أنا أيضا, في مستقبل الكتابة والكتاب, وكنت, مع مكاوي, خائفا من هذه الحرية التي انفتحت علي مصراعيها فجأة, ما عسي أن نكتب بعد25 يناير. طرح السؤال, لكن أيا من الحاضرين لم يجب, لتنتهي الندوة بهذا السؤال الصعب. يذكر أن الشاعر الكبير سيد حجاب قد حول السؤال الي قصائد في أمسية أعقبت الندوة, وقرأ خلالها أكثر من قصيدة من ديوانه قبل الطوفان الجاي ثم أنشدت فرقة شباب الثورة عدة أغنيات شارك فيها: حسن زكي, علي الهلباوي, ندا البدري, فأنسوا الحضور ضجيج الكورنيش الذي تطل عليه القاعة.