في مبادرة مصرية لمساندة دولة جنوب السودان المقرر إعلانها في التاسع من يوليو القادم نظم معهد الدراسات الدبلوماسية برئاسة السفير أسامة توفيق بدر أول دورة تدريبية للسفراء الجدد استمرت اسبوعين بهدف تأهيلهم للعمل كسفراء لدولتهم الوليدة. السفراء الجنوبيون أكدوا للأهرام أنه لا يستطيع أحد مهما يكن منع تدفق مياه النيل إلي مصر, مشددين علي أن دولتهم سوف تلعب دورا حيويا بين دول المنبع والمصب. واشاروا إلي أن تحقيق التنمية والاستقرار والأمن من أهم التحديات التي ستواجه جنوب السودان. وأكدوا ثقتهم في أن مصر لن تتركهم وستقف إلي جانب الشعب والحكومة في الجنوب. السفير جرانج دينج يقول إن تلقيه اول تدريب دبلوماسي في مصر يمثل رسالة قوية لتطوير العلاقات اكثر, مشيرا إلي أن أكثر من عشرين وزيرا في الحكومة الحالية تخرجوا من الجامعات المصرية. وحول الخلاف بين دول المصب والمنابع مؤخرا يؤكد أنه ليس من المفترض أن يكون هناك خلاف بين هذه الدول, المؤكد أنه لايمكن لأحد أن يمنع تدفق المياه, الماء فوق كل شئ وهو ملك الناس جميعا لأنه مصدر الحياة. ومن جانبها تؤكد السفيرة الجنوبية آجنس أهمية مواصلة مصر والدول العربية تأسيس علاقات سليمة مع بلادها, وتقديم المساعدة في مجالات التنمية وفي مجال الصناعة مؤكدة أن دولة الجنوب تقع في القارة الإفريقية لذلك ستكون دولة إفريقية, نحن إفريقيون ولا نستطيع أن ننكر شخصيتنا الإفريقية, مشيرة إلي أن البرلمان هو من سيقر انضمام الدولة للجامعة العربية أم لا عقب قيام الدولة. يقول السفير مون دينج أن دولة جنوب السودان الوليدة في2010 لديها إمكانيات بشرية وثروة معدنية وسمكية وزراعية, ويري مون أن دولة الجنوب ستكون قوية بالمعاونة المصرية ودول الجوار وإثيوبيا وشمال السودان. وحول ما يتطلعون إليه من مصر.يقول: إن بلدي الجديد كالطفل الصغير يحتاج في البداية إلي الرعاية والمساندة حتي يستطيع الوقوف وتعلم المشي, وهو ما يجب أن تقوم به مصر حتي نستطيع السير خطوة خطوة. أما السفير جيمس إرنست أونج فيقول إن مصر قدمت مساعدات كثيرة لجنوب السودان في العديد من المجالات وبصفة خاصة التعليم. وتضيف سارة بول إننا نطلب أن يستمر التعاون والتواصل مع مصر, وأن تساعدنا في إنشاء البنية التحتية وفي مجالات الزراعة والتعليم, مشيرة إلي أنه بحكم التاريخ فإن معظم الخريجين في جنوب السودان درسوا من الجامعات المصرية الأمر الذي يؤكد أن مصر مهدت الطريق منذ زمن طويل للعلاقات المستقبلية مع دولتنا, كما ستكون اللغة العربية لغة رسمية في البلاد باعتبارها جزءا من حضارتنا وثقافتنا. ومن جانبه يقول روبن مريال بنجامين نائب ممثل حكومة جنوب السودان بمصر والجامعة العربية إن وزارة التعاون الإقليمي بحكومة الجنوب ستصبح وزارة خارجية يوم9 يوليو القادم موعد إعلان الدولة الجديدة, وبالتالي ستصبح مكاتب الاتصال سفارات لدولة الجنوب في كل أرجاء العالم. وحول أول مهمة دبلوماسية سيقوم بها بعد تعيينه سفيرا لبلاده يقول ميريال بنجامين إنها ستتركز في ضبط العلاقات مع الدول الأخري, وفيما يتعلق بالمشاكل الحدودية مع الشمال أوضح بنجامين أن الشعب السوداني واحد لكنه انفصل إلي دولتين سياسيا, فالمصالح مرتبطة, ونحن نريد أن تكون العلاقات طبيعية, علاقات شعب واحد. ويشير السفير جون مجاك مراجيلا من حكومة جنوب السودان إلي أن التحديات لا يمكن مواجهتها بدون مساعدة مصرو دول الجوار ودول حوض النيل. ويقول دينج نيهال نائب رئيس البعثة لحكومة جنوب السودان في واشنطن وأحد المتدربين: من الضروري أن تستعد دولة جنوب السودان الجديدة لتطوير البلد, وأن يكون هناك دبلوماسيون يمتلكون الخبرات وأيضا العلاقات الثنائية التي ستقوم مع جمهورية مصر العربية, وهو الامر المهم جدا نظرا للعلاقات التاريخية القديمة بين مصر والسودان وبصفة خاصة في مجال التعاون في مجال الاقتصاد, وكذلك التعليم والأمن. ويقول نيهال إن مصر ودولة جنوب السودان تستطيعان لعب دور كبير جدا في ضوء التحديات الاقتصادية وتغيير الطقس والتصحر وعدد السكان الضخم في مصر, مشيرا إلي أن وعدد السكان في جنوب السودان يتراوح بين12 و15 مليونا يعيشون علي مساحة شاسعة جدا تبلغ644 ألف كيلو متر مربع, كما أن لديهم في الجنوب ثروات كبيرة جدا تحقق الاستفادة للبلدين. وحول رؤيته لشكل العلاقة مع دولة شمال السودان يشير نيهال إلي أن الشمال سيكون دولة مجاورة بالنسبة لدولة جنوب السودان المستقلة, مشددا علي أهمية أن يكون هناك استقرار, هناك استقرار أمني اقتصادي اجتماعي حيث أن هناك كثيرين من الجنوبيين يسكنون في الشمال والشرق وفي الغرب وهو ما يقتضي أن تكون هناك علاقات استراتيجية بين جنوب السودان والشمال.