بعد انتهاء الثورة 25 يناير كثر الكلام عن مساؤي الأوضاع الاقتصادية في مصر والدعوة إلي تطبيق انظمه مخلتف للارتفاع بالمستوي التعليم والزراعة والصناعة أحس الإنسان المصري إن كل شيء لم يعد مضبوط ويخاف من المستقبل ولديه أحساس إن البلد في تدهور مستمر وسيطر علينا أحساس بعدما تحقيق أي تقدم فأين روح أكتوبر؟؟! والنظر إلي التاريخ المعاصر، فلدينا تجربه حيه بل معجزة للتقدم بعد الانيهار وهي تجربه اليابان وأسرار المعجزة اليابانية ليس للاستفادة والتعلم منها، وإنما لوقف عليه والتعرف علي كيفيه التعلم منه قبل أن نتحدث عن أسباب النجاح التجربة في الياباني لا بد من الإشارة إلي العامل الهام في ذلك هو العامل الإنساني له دوراً بارزاً في نجاح التجربة اليابانيية وطبيعة الإنسان في اليابانيين هي تقديس العمل وتضخيم الإنتاج، فالعامل الياباني بعلاقاته الأسرية المتماسكة وعلاقاته مع زملائه ومدرائه في الشركة أو المؤسسة التي يعمل فيها، وكذلك روح التنافس الشريف مع المؤسسات اليابانية الأخرى أو مع المؤسسات الأجنبية العاملة في اليابان، إن هذه الميزات الإنسانية لا يمكننا فهمها من دون ربطها بالأبعاد الثلاثة الاقتصادي والاجتماعي والسياسي التي تشكل بتفاعلها الأساس الموضوعي الذي نبتت عليه وتميزت به تجربة التحديث اليابانية المعاصرة، والياباني يقدس نظام العمل إلى درجة غريبة. إذ أن المقاهي وأماكن اللهو الأخرى تكاد تكون خالية أثناء ساعات العمل، وتمتلئ بعد الانتهاء من العمل، ويمكن الإشارة إلى أن المعدل السنوي لساعات العمل باليابان بلغ أعلى نسبة له في العالم كله، هذا بالنسبة لتقديس العمل أما بالنسبة لتضخيم الإنتاج فيمكننا القول بأن نظام العمل هناك له دور إيجابي هام في مجال تضخيم الإنتاج، ومن سماته الإيجابية. اعتماد مبدأ الكفاءة، يتم اعتماد هذا المبدأ بشكل دقيق بحيث أن الياباني لا يشعر بوجود حواجز ما تقف أمامه أو تعرقل جهده الفعال للوصول إلى الغاية المرجوة، وبالتالي هناك تشجيع مستمر لعمله. والافتخار بالانتساب إلى الشركة أو المؤسسة، وهذه سمة هامة في نظام العمل الياباني إذ يتحول العامل أو الموظف إلى جزء لا يتجزأ من الشركة أو المؤسسة التي يعمل بها، ويبقى العامل مستقراً في شركته طالما بقي على قيد الحياة، حيث الرتبة والراتب لا يفارقانه طيلة عمله بالشركة، ولا يوجد نظام النقل، أي نقله من مؤسسة إلى أخرى كما هو الحال في معظم البلدان النامية. والتوازن بين المصلحة الخاصة ومصلحة الجماعة حيت يقوم نظام العمل الياباني بالدرجة الأولى على المصلحة العامة مع عدم الإضرار بالمصلحة الفردية الخاصة أي أن مصلحة الشركة هي المحددة لنظام العمل. ولا توجد أضرار لمصلحة الفرد ما عدا عدم الاستقرار للنساء العاملات إذ يتم بإبعادهم إلى الخارج ولا يشعرن بالاستقرار عند زواجهن وانجابهن للأطفال، وعدا هذا فالشركة تؤمن قسطاً كبيراً من حاجيات ومتطلبات العاملين لديها، وتعتبر الشركة بالنسبة للعامل مصدر فخر واعتزاز بالانتماء إليها. ومبدا الجماعية في اتخاذ القرار يتميز اليابانيون بالروح الجماعية والعمل كفريق متكامل وهذه سمة من سمات شخصيتهم الوطنية، والمجتمع الياباني استطاع أن يتغلب على الطبيعة الشاقة التي تواجد فيها بفضل صياغة نمطه المتفرد من الوحدة التكوينية بحيث أصبحت الأمة في عصرها الحديث مؤسسة ووحدة تكوينية فيها لا تتحرك إلا بعد أن ينصهر القرار أو الاتجاه في بوتقة الإجماع أو على الأقل الموافقة الضمنية الاجتماعية، ومن هنا استطاعت اليابان أن تتفتح على كل معطيات العالم الحديث و تعتبر الإدارة اليابانية هي أحد مفاتيح الاقتصاد الياباني، هذه الإدارة التي تتداخل عوامل نجاحها بين التعليم الممتاز والنسيج الاجتماعي التاريخي الذي يربط اليابانيين بالعمل والولاء للمؤسسة وعطف الإدارة وتفهمها لمطالب وحاجات العاملين لديها. والإدارة اليابانية تتميز بالعقلانية والعملية ويظهر في الاعتماد على الكفاءة والمستوى العلمي وليس التوارث أو المحسوبية. الاعتماد على الأقدمية والسن للتدرج في السلم الوظيفي إلى نهاية الخدمة. التعاون الوثيق والعلاقة الحميمة بين العمال والمدراء على كافة المستويات، وتبني مبدأ القرار الجماعي. التعاون الوثيق بين نقابات العمال ورجال الأعمال وبينهم وبين إدارات الدولة والتصرف العقلاني على أساس أن الأفضلية المطلقة يجب أن تعطى لمصلحة اليابان العليا ودورها على المستوى الدولي. الاعتماد على مبدأ العامل الشريك في العمل وإشعاره بالاستقرار العام طيلة حياته المهنية بحيث يتحول إلى جزء لا يتجزأ من الشركة أو المؤسسة التي يعمل بها. حل المشاكل العالقة عن طريق التحكيم والمساومة ورفض اللجوء إلى الإضرابات وتعطيل الإنتاج . هيا بنا نبحث عن الاستقرار في عالم شديد الاضطراب،في فترة نحتاج إلي من يماسك بأيدينا إلي الإمام دون النظر إلي الخلف ذلك لك نتعلم من الماضي ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال حب مصر ودعوة خاصة إلى وزارة التجارة الخارجية والصناعة بان تقوم بتمويل المشاريع الداخلية والخارجية وتساهم في إقامة التوازن بين الشركات القطاع العام والخاص، وفي تمويل المشاريع تعتبر الأبعاد المستقبلية، ورفض المشاريع ذات الإنتاجية المتدنية، وتعطي الأولوية للسلع ذات الإنتاج التنافسي علي المستوى العالمي وخاصة في مجال الكمبيوتر والتكنولوجي والتعليم بالنظر إلي مناهج التربية والتعليم بأسلوب مختلف بالنظر إلي المناهج العالمية ونحاول تقليدها بما يتناسب معنا الآن وعلي سبيل المثال التعليم الياباني عدم إعداد الطلاب نظرياً بشكل كاف، والاكتفاء بالإعداد المهني والعملي السريع، وفي المنزل تساعد الأم على تهيئة طفلها للتعلم، كما يدفع الأب الكثير من دخله لضمان تعليم مناسب لأطفاله، ورب ضارة نافعة كما يقولون فقد نستطيع تحقيق ما نريد من خلال حب مصر ورفع شأن مصر بعد كل ما حدث . المزيد من مقالات سحر الأبيض