مؤتمر دولي متخصص يحذر‏:‏

ارتفاع نسب الإصابة بسرطان الكبد في مصر

كشف الدكتور ماسيمو كولومبو رئيس قسم أبحاث ودراسات الكبد بجامعة ميلانو بإيطاليا عن أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعا ملحوظا في نسب الإصابة بسرطان الكبد عالميا‏,‏ بسبب ارتفاع معدل الاصابة بالفيروسات الكبدية من النوعين سي وبي‏. لافتا الي أن مصر ستتصدر دول العالم في تلك النسب لكونها الأعلي في معدلات الاصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي.
ويتطلب ذلك زيادة الجهود للقضاء علي مصادر العدوي, خاصة في المستشفيات في أثناء التدخلات الجراحية والغسيل الكلوي وعيادات الأسنان للعمل علي خفض معدل الاصابات الجديدة بالفيروس الي جانب علاج الحالات المصابة أصلا للتخلص من عبء المرض.. جاء هذا خلال المؤتمر السادس والأربعين للجمعية الأوروبية لدراسة أمراض الكبدEsal والذي عقد أخيرا في العاصمة الألمانية برلين بحضور6000 طبيب وباحث عالمي وعضوية2600 عضو متخصص في دراسة علوم الكبد.
وأضاف كولومبو خلال المؤتمر وجود عدد كبير من الحالات المصابة بفيروس سي في الشريحة العمرية المتقدمة سيؤدي الي ارتفاع معدلات الاصابة بسرطان الكبد, لافتا الي أن التشخيص المبكر ومتابعة الحالات سيسهم بشكل كبير في ارتفاع نسب الشفاء من المرض خاصة مع المتابعة الدورية وعمل الفحوصات اللازمة, مشيرا الي أن العلاج سيسهم بشكل كبير في ارتفاع نسب الشفاء من المرض خاصة مع المتابعة الدورية وعمل الفحوصات اللازمة, مشيرا الي ان العلاج المناسب في الحالات المبكرة مثل الاستئصال أو زرع الكبد مثلا يمكن أن يحقق نسبة اعاشة تصل الي75% عند السنة الخامسة.
إلا أن الاكتشاف المتأخر للحالات يعني وفاة المريض في غضون فترة نحو6 أشهر في حالة عدم العلاج, موضحا أن وسيلة العلاج بالنسبة لبعض هذه الحالات تكون عن طريق الحقن الكيماوي للشريان الكبدي أو استخدام العلاج الموجه سورافينيب لحالات أخري والذي استخدم منذ ثلاث سنوات مضت فقط نظرا لأنه لم يكن هناك علاج لمرضي سرطان الكبد في المرحلة الأخيرة من قبل, مؤكدا أنه يطيل مدة حياة هؤلاء المرضي إلا أن سعره مازال هو المشكلة الأساسية في استخدامه حتي الآن, مطالبا الحكومات بضرورة دعم استخدام هذا العقار.
ومن جانبه, أوضح الدكتور أشرف عمر أستاذ الجهاز الهضمي والكبد, أن هناك دراسة حديثة أجريت في مصر للوقوف علي أسباب الارتفاع الملحوظ في نسب الاصابة بسرطان الكبد وتأكد أنه يعود إلي ارتفاع أعداد الاصابة بفيروس سي وبي, بالاضافة الي سوء تخزين بعض الأطعمة ومن بينها الحبوب والفول السوداني مما يتسبب في نمو فطر ينتج مادة افلاتوكسين المسببة للسرطان, فضلا عن استخدام المبيدات الزراعية المسرطنة, وتقرر إجراء حملة موسعة تبدأ اجراءاتها في مايو المقبل لرفع التوعية وتجنب تلك الأسباب لخفض نسب الاصابة.
كما كشف مؤتمر الجمعية الأوروبية لدراسة أمراض الكبد عن عقار جديد لعلاج فيروس سي يتم دمجه مع الانترفيرون والريبافيرين المستخدمين حاليا في علاج فيروس سي, بينما أوضح الدكتور امام واكد رئيس المعهد القومي للكبد, أن المرحلة الثالثة من الأبحاث والأخيرة للأدوية الجديدة التي تعالج فيروس سي أظهرت نتائج جيدة في علاج فيروس سي النوع الأول ورفعت نسبة الشفاء التام من30% الي70%, وكذلك رفعت نسب الشفاء بين من لم يستجيبوا للعلاج من قبل من15% الي60% فيما يعني أن70 الي80% من مصابي فيروس سي من النوع الأول يمكن أن يشفوا تماما باستخدام الأدوية الجديدة, وهناك أدوية جديدة أخري في المرحلتين االثانية والثالثة من الأبحاث ونتائجها مبشرة وسوف تعمل علي كل أنواع الفيروس بما فيها النوع الرابع المنتشر في مصر, وتشير النتائج إلي أنهم رفعت نسب الاستجابة الي80% في كل أنواع الفيروس, مشيرا الي أن هناك مجموعات جديدة من العلاجات يمكن من خلالها الاستغناء عن عقار الانترفيرون والاعتماد عليها مباشرة في علاج فيروس سي, ويتم تناولها عن طريق الفم وقد تم تجربتها منذ العام الماضي وكانت نتائجها في الفترات الماضية ايجابية جدا وتلك الأدوية خلال أربع سنوات ستتيح الاستغناء عن الانترفيرون.
ومن جانبه, أعلن الدكتور هينر ويدماير سكرتير عام الجمعية ورئيس المؤتمر في ختام جلساته في العاصمة الألمانية برلين, ضرورة وضع خطوط ارشادية موحدة لعلاج أمراض الكبد علي مستوي جميع دول العالم للتحكم في السيطرة علي انتشار وتحورات الفيروسات الكبدية وعلي رأسها فيروس سي, مؤكدا نشر نموذج مقترح علي جميع الأطباء من خلال شبكة الانترنت كبداية لهذه الخطوط.