في مؤشر علي بدء انفراجة للأزمة السياسية والإنسانية التي تشهدها كوت ديفوار حاليا, اعتقلت القوات الموالية للرئيس المنتخب وزعيم المعارضة الحسن واتارا أمس الرئيس الإيفواري لوران جباجبو وزوجته. وذلك عقب اقتحام مقر إقامته في أبيدجان. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية إن القوات الموالية لواتارا والمدعومة من القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام الدولية, اقتحموا مقر إقامة جباجبو واعتقلوه, ومتواجد حاليا في قبضة الحسن واتارا. وكان طوسون آلان مستشار جباجبو قد أعلن أن قوات فرنسية خاصة هي التي اعتقلت جباجبو وسلمته لزعيم المعارضة, بينما نفت الحكومة الفرنسية صحة هذه الأنباء, مؤكدة أن قوات واتارا هي التي اعتقلت جباجبو. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أجري اتصالا هاتفيا بالحسن واتارا, دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وقبل اعتقاله بساعات, شنت طائرات هيليكوبتر تابعة للقوات الفرنسية والاممالمتحدة هجمات صاروخية علي العديد من المواقع العسكرية التابعة للقوات الموالية لجباجبو بالاضافة الي قصفها المقر الرئاسي في ابيدجان, وذلك ردا علي الهجوم الذي تعرض له مقر الرئيس المعترف به دوليا الحسن واتارا من قبل قوات جباجبو امس الاول. وقال حمدون توري المتحدث باسم بعثة الاممالمتحدة في كوت ديفوار ان القصف استهدف تدمير الاسلحة الثقيلة التي تستخدمها القوات الموالية لجباجبو, واضاف توري' لقد استهدفنا العديد من المواقع العسكرية التي توجد بها اسلحة ثقيلة في ابيدجان و ليس فقط المواقع بالقرب من القصر الرئاسي'. وقال اهوا دون ميلو المتحدث باسم جباجبو ان القصف ادي الي تدمير مقر اقامة الرئيس جزئيا, واضاف' ان مقر الرئيس ينبعث منه دخان كثيف لكن ليست لدينا تفاصيل اخري بخصوص حجم الأضرار'. ورفض دون ميلو ذكر ما اذا كان جباجبو موجودا في المقر في ذلك الوقت أم لا. وبعد ساعات من الغارات الفرنسية و الدولية التي استمرت طوال ليلة امس, ذكر شاهد عيان من منطقة كوكودي ان قتالا عنيفا بالاسلحة الثقيلة و الآلية اندلع بالقرب من مقر الرئيس جباجبو.وحدد الشاهد منطقة القتال بأنها في المساحة ما بين مقر التليفزيون الحكومي ومدرسة لتدريب قوات الشرطة,الا انه اكد عدم وجود هجمات مباشرة علي المقر الرئاسي. ومن جانبه, دافع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان اصدره امس عن قراره بشن تلك الغارات قائلا, إنه طلب شن هذه الهجمات لأن قوات جباجبو كانت تستخدم الأسلحة الثقيلة ضد السكان المدنيين وقوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية كما استخدمتها للهجوم علي مقر الحسن واتارا. وأضاف أنه أصدر أوامره للقوات الدولية' باستخدام جميع الوسائل الضرورية للحيلولة دون استخدام هذه الأسلحة', ودعا جباجبو إلي تقديم استقالته فورا. وفي رد فعل فرنسي,اعلن القصر الرئاسي في فرنسا ان مشاركة القوات الفرنسية الموجودة في كوت ديفوار في قصف المواقع العسكرية التابعة لقوات جباجو كانت بناء علي طلب من الاممالمتحدة. وفي المقابل, اتهم المتحدث باسم جباجبو اهوا دون ميل, فرنسا بالسعي لاغتيال جباجبو, وقال ان الهدف الرئيسي هو اغتيال الرئيس وأي شيء آخر ما هو الا ستار لاخفاء تلك الحقيقة.