في تقرير تليفزيوني بأحد البرامج لفت انتباهي سؤال برئ من مواطن مصري, ردده بانفعال واضح قائلا بالحرف الواحد:' بيقولوا الإحتياطي نزل كام مليار, عايزين نعرف المليارات دي راحت فين؟ ولاحظت أن نبرته المتسائلة تحولت إلي ما يشبه الصراخ المملوء بنبرة اتهام يملؤها شبه يقين بأن تكون هذه المليارات قد تمت سرقتها في هوجة الحديث عن الفساد والمليارات الهاربة أو المهربة. المواطن المصري أصبح في يقينه أن أي حديث عن مليارات معناه أموال مهربة أو مسروقة, وربما تكون هذه خطيئة الإعلام الذي ضخم من حجم الأموال والثروات المهربة, أو المنهوبة, ورفع توقعات المواطنين بأن عودة هذه الثروات ستحول حياتهم إلي نعيم, بل أن البعض حسبها ووجد أن كل مواطن سيحصل علي ما لا يقل عن200 ألف جنيه.. ومن ثم لماذا نعمل ونكد في العمل إذا كنا سنستمتع بالأموال بعد عودتها بالسلامة ؟؟.. هذه التوقعات المبالغ فيها سيكون ثمنها غاليا جدا بعد إنتهاء التحقيقات والإعلان عن حجم الأموال الحقيقي, ولا نتحدث هنا عن جريمة وعقوبات ولكن نتحدث عن توقعات جماهير صدقت كل ما تم نشره أو إذاعته, فكيف نقنعها بعكس ذلك عند إنتهاء التحقيقات؟؟ نعود إلي تساؤل المواطن الكريم.. الإحتياطي من النقد الأجنبي يمكن أن نشبهه بالحصالة التي يضع فيها البنك المركزي فائض النقد الاجنبي بالسوق المصرية, ويقوم بتوظيفه في أقل أدوات الإستثمار مخاطرة, ويتم تجنيبه لحين الحاجة الماسة إليه. وفي ظل التراجع الحاد في مواردنا من النقد الأجنبي سواء من السياحة أو تحويلات المصريين أو التصدير او الإستثمار الأجنبي المباشر أو حتي قناة السويس لا يوجد مصدر تمويل متاح أمام البنوك للحصول علي نقد أجنبي لفتح إعتمادات إستيراد القمح والفول والعدس والأرز والسمن واللحوم وغيرها سوي الإحتياطي من النقد الاجنبي. وقد إنخفض هذا الإحتياطي بنحو6 مليارات دولار في شهرين حيث إنخفض من أكثر من36 مليار دولار في يناير إلي30.1 مليار دولار في مارس الماضي, وبحسبة بسيطة إذا إستمر الحال علي ما هو عليه فلن نجد أموالا نستورد بها طعام بعد ستة أو سبعة شهور لإننا ندفع أيضا أقساط الدين الخارجي.. هكذا يا سيادة المواطن ينخفض الإحتياطي من الحصالة, وهكذا نكون قد أصبحنا علي مشارف وضع خطير لا قدر الله إذا لم ينصلح الحال وفورا. الحقيقة لم يعد لدينا ترف الوقت. والمطلوب عودة الأمن وبكل قوة مع كامل الدعم والحماية والترحيب والإحترام من الشعب, ووقف كافة الإعتصامات المعطلة للعمل لمدة ستة شهور فقط حتي نستعيد دوران عجلة الإنتاج, وتشجيع رجال الإعمال الشرفاء للعودة للعمل والإستثمار والتوظيف مجددا.. فهل هذا كثير علي مصر؟؟ المزيد من أعمدة نجلاء ذكري