لم تكن رعشة الخوف التي شعر بها المصريون جميعا, عندما شاهدوا ماجري ليلة أمس الأول في استاد القاهرة, في أثناء مباراة الزمالك والإفريقي التونسي, راجعة فقط الي التحطيم والتدمير اللذين تعرضت لهما منشآت الاستاد, ولم يكن مرجعها فقط الخوف علي لاعبي الفريقين والجهازين الفنيين والحكام, بل كان الخوف الأكبر هو الخوف علي مصر! كان السؤال المدوي الذي دق في كل عقل: مصر رايحة علي فين؟ وكان السؤال المخيف الأكثر هو: هل هذه هي الثورة.. تحطيم وشغب واعتداء علي الضيوف وبلطجة؟ هل خرج الشعب يوم52 يناير لتكون هذه هي النتيجة؟ طبعا مستحيل أن يكون الشباب الذين ارتكبوا خطيئة استاد القاهرة هم أنفسهم الشباب الذين صنعوا الثورة, إذن.. فمن أين جاء هؤلاء المحتقنون؟ لا يمكن أن يكونوا قد هبطوا من القمر مثلا! إنهم منا, ونحن منهم. وحتي لو تحدث البعض عن مؤامرة ما, أو بقايا النظام السابق, أو أذيال هذا الجهاز أو ذاك, فهم جميعا مصريون. فمن ذا المسئول عن وصولهم الي هذا المستوي من البلطجة والاستهتار والتسيب؟ والأهم من ذلك.. كيف نعالج هذا الاستهتار, وذلك الضياع؟ العلاج صدق أو لا تصدق! المزيد من الديمقراطية والشفافية والحرية. إن المصريين لن يسمحوا لأحد أبدا بأن يسرق منهم ثورتهم, ولن ينجح الذين يريدون أخذنا الي سكة الندامة. لا.. لن نندم علي ثورتنا, وأيا كانت التضحيات, وأيا كان الغرم, فسوف ندفع الي أن تستقر ثورتنا, وتشب علي الطوق, وتكبر وتنضج, وسنصبر عليها حتي تنضج, فالثورات مثلها مثل أي كائن حي تولد رضيعة تحبو, ثم تنمو, ولسوف تنمو, شاء الرافضون أم أبوا. ومهما تكن التضحيات فلن نعود أبدا أبدا الي ما كنا عليه قبل52 يناير, فموتوا بغيظكم أيها المخربون!.