تسعي الدعوة السلفية الي تحسين صورتها بعد الأحداث التي تناقلتها وسائل الإعلام من محاولتهم لهدم الأضرحة واستخدام العنف من أجل إحداث تغيير في مختلف المجالات السياسية والدينية والاجتماعية. فاحتشدت رموز الدعوة وما يقرب من1000 سلفي بمسجد عمرو بن العاص لشرح منهج الدعوة السلفية والأهداف السياسية التي تسعي لتحقيقها. وقد عبرت اللافتات التي أحاطت المسجد عن الارهاصات والركائز التي تنادي بها الدعوة السلفية, ومن بين هذه الشعارات لا بديل عن هويتنا الإسلامية والإسلام دين ودولة, والأمن والأمان في تطبيق شرع الله, وإسلامية إسلامية لا مدنية ولا علمانية. وأكد الشيخ ياسر برهامي أحد قادة الدعوة السلفية, أن السلفية لم تكن يوما بعيدة عن السياسة ولكنها لم يكن لها أن تقدم تنازلات في ظل النظام السابق لكي يسمح لها بالعمل في السياسة, موضحا أن الدعوة ستساند أي حزب يخرج من بين أبنائها أو حتي الاخوان مادامت تطالب بالحكم بما شرع به الله. وأضاف أن الثوابت في العمل السياسي التي لايمكن التنازل عنها أو تغييرها, هي الحكم بالشريعة الإسلامية, فالإسلام هو المرجع الأساسي والوحيد في كل ما يسن ويشرع, موضحا أن الإسلام عقيدة شاملة للحياة والدين والدولة والسياسة والاقتصاد والاجتماع.. ولايمكن قبول أن تكون الشريعة مرتبتها متأخرة, أو ذكرها بشكل رسمي دون تطبيقها علي أرض الواقع كما كان سابقا. وأوضح أن المشاركة ضرورة واجبة في هذه المرحلة الحساسة لنحافظ علي شرع الله ونحتكم الي ما أمر به الله. وهاجم الليبرالية الغربية والعلمانية واتهمهما بأنهما وراء الهجمات الشرسة علي السلفية في الإعلام, موضحا أن مفهوم الحرية عند السلفية يكون بين العباد وفق مقولة سيدنا عمر بن الخطاب متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا, وأن الحرية والليبرالية لا تكون مع الله, فنحن عبيد لله وليس أحرارا. وأضاف أنه لايمكن قبول التطاول علي الرسول أو الطعن في القرآن أو الثوابت العقائدية, فالحرية تقف عند حدود الشريعة الإسلامية. وأوضح أن السلفية لاتقبل الأدب الإباحي والزندقة مثل رواية أولاد حارتنا, ووليمة لأعشاب البحر. واستطرد حول السلفية مؤكدا أن السلفية تعظم أهل البيت ولكن لا تقبل بناء المساجد علي أضرحة, معتبرها وثنية يجب تغييرها بالدعوة الي الله والحكمة والموعظة الحسنة, مشككا في صحة المعلومات التي تلقتها وسائل الإعلام المختلفة حول هدم الأضرحة. وأكد أنه لايمكن أن نساوي بين المسلمين وغير المسلمين, ولكن لا يعني هذا أننا نكره أحدا علي الدخول في الإسلام لا إكراه في الدين, وأن وجود أقليات في العالم الإسلامي هو أكبر دليل علي عدم إجبار أحد علي اختيار الملة وبالتالي يجب علي الأقباط ألا يكرهوا أحدا علي عدم دخول الإسلام, ومن ثم نرفض أن يترأس الدولة رجل غير مسلم, هذه القضية لا يقبلها نص في القرآن والسنة. وعن المرأة, أكد الشيخ ياسر برهامي, رفض ولاية المرأة ولكن نوافق علي مشاركتها في مناحي الحياة. وأشار الي أن التعامل مع الدول الخارجية يكون في حدود شرع الله, مادام لا يوجد عدوان علي بلادنا, مؤكدا أن الدعوة لابد أن تكون بالسلوك القويم والخلق الحسن, ومستعدون للجدل بالتي هي أحسن. وهاجم برهامي العلمانية وفصل الدين عن الدولة, مؤكدا أن اصطلاحات الدولة المدنية والعلمانية مفاهيم غربية مستوردة لا نقبلها أبدا. أما الشيخ أحمد فريد, فقد أكد أن السلفية هي الفهم الصحيح للإسلام, وأن العلمانية والليبرالية هي التي تشوه صورة السلفي وتعتبرنا أكثر خطرا من اليهود. وأوضح أن المسلمين يتجاوزون المليار ولكن أكثرهم علمانيون ومنافقون وهؤلاء هم الذين يحاربون أهل السنة والجماعة. وأوضح أن السلفية ليست وقفا علي الإسكندرية, فهي دعوة عالمية تحتكم الي الشريعة وتحكم الأمة الإسلامية. واعتبر أن من لا يريد أن يحكم بالشريعة ويتصور أن فيها ظلما أو قسوة فقد خرج عن ملة الإسلام. وهاجم القوانين الوضعية, مؤكدا أنها لا تساوي شيئا أمام شريعة السماء, موضحا أن تاريخ العلمانية ظلمة وأن شمس الشريعة ستشرق. ويبدو أن اختيار مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة يحمل دلالة تاريخية وإسلامية واضحة وتأكيد هوية مصر بالنسبة للدعوة السلفية. وتم توزيع بيان للدعوة السلفية علي باب المسجد يتضمن تشبيه الإعلام بما فعل إعلام قريش قديما لتشويه صورة الإسلام ونبي الإسلام. كما أكد البيان أن السلفية ليست حزبا وليست جماعة, إنما هي منهج ودعوة للرجوع بالإسلام الي منهجه الصافي الي زمن الرسول وفهم السنة بنهج الصحابة الكرام. وقد شارك في مؤتمر السلفية بمسجد عمرو بن العاص مساء أمس الأول أبرز علماء السلفية من بينهم الدكاترة محمد إسماعيل المقدم, وياسر برهامي وسعيد عبدالعظيم وأحمد فريد وسيد العفاني ويعتبر هذا المؤتمر هو الأول لسلفية الاسكندرية في القاهرة.