حكم العقيد معمرالقذافي ليبيا أكثر من 40 عاماً، فتوحّد مع السلطة المطلقة والحكم مدة طويلة مما احدث لديه تغييرًا في المعرفة والأفكار وخللاً في المنظومة الفكرية، والعديد من الأمراض النفسية التي لايدركها ولا يعيها، وليس لديه أي بصيرة عنها، مما يؤكدعلمياً ووفقا لنتائج مقياس الشخصية متعدد الاوجه فإنه ينطبق عليه كل مواصفات الشخصية (السيكوباتية)العدائية للمجتمع التي تمثل خطراً حقيقياً على من حوله , فشخصية القذافي من الجانب النفسي هي شخصية هستيرية، مركبة، يشوبهاالعديد من الاضطرابات النفسية، التي تتضح بداية من ملابسه الفولوكلورية مروراً بلغة جسده وإيماءاته وصولاً إلى خطاباته التي أصبحت مجالاً للسخرية. فمن الوهلة الأولى التي يظهر فيها القذافي مرتديًا ملابسه الغريبة والمختلفة تتضح رغبته في الظهور ولفت الانتباه، وحب الاستعراض، إرضاءً لذاته وتضخم شعوره بها، اعتماداً على ضلالاته الفكرية الخاصة واعتقاده فيها، كأمجاده وأمجاد أجداده، وشعوره بالاختلاف والتفردوالتميز، مما يؤكد على تضخم الأنا لديه. يلي ذلك لغته الجسدية، وإيماءاته الحركية التي تدل على أنه شخصية مضطربة غير قادرة على التوافق أو التكيف، وتقبل الوضع الراهن، أو حتى التحكم في انفعالاته الناتجة من حالة خوف شديدة يحاول إخفاءها خلف هذه الانفعالات والتهديدات لمعارضيه، وتحمل بين طياتها دلالات عن توتره الشديد إزاءهم وقلقه من أن يفقد الزعامة التي صنعها طوال عقود لكنه يخشى أن يظهر بمظهرالضعيف غير القادر على إدارة الأمور.فطبيعة شخصيته النرجسية البارانوية التي تتسم بالتعالي، تفرض عليه أن يكون محور الارتكاز، ومحط الأنظار، ومصدر القوة والسلطة الوحيد. و لا يوجد غيره على الساحة، ولن يسمح بظهور آخرين، و يرى ان معارضوه ليسوا من أبناء شعبه، بل هم مرتزقة، أو ضمن تنظيم القاعدة، حتى يُكسب نفسه مشروعية قتلهم ومحاربتهم، ويفرض ذلك على أعوانه ومؤيديه، وهذا يعكس أفكاره الخاصة وهلاوسه وضلالاته الفكرية، فمن المستحيل أن يدرك أن شعبه الذي يعتبر نفسه هدية له وأنه لايستحقه، قادر على فعل ذلك إلا نتيجة عوامل خارجية تؤثرعليه. و بالنسبة لخطابات القذافي الأخيرة فهي تظهر حالة من التوتر والترقب، التي حاول إخفاءها تحت عبارات التهديد والترويع لمعارضيه، ووصفهم بالجرذان والكلاب الضالة، وأنهم يتعاطون حبوب الهلوسة التي تجعلهم غائبين عن الوعي ولا يدركون عاقبة تصرفاتهم. ويُعتبر ذلك حالة إسقاط عن عدم قدرته الشخصية على إدراك الوضع الحالي وعدم وعيه بها ورفضها، فيحاول أن يصف معارضيه بهذه الصفات على أنهم غير واعيين أو مدركين لما يفعلون. المزيد من مقالات عادل زغلول