كحرارة شمسه الحارقة بدأت سخونة المنافسة تظهر في ماراثون مجلس الشعب الجديد مبكرا هناك في الصعيد, ولكن المنافسة هذه المرة يغيب عنها التسويد والحزب الوطني وينتقل الصراع من صراع بين القبائل إلي صراع داخل كل قبيلة بعد انقلابها علي نفسها بما يزيد حدة الصراع والمنافسة. وحسب المراقبين, فإن الدورة الجديدة سوف تكون دورة نقية بلا تسويد أو تزوير أو سطوة حزب مثل الوطني, أما ما يربك الحسابات جميعها بلا استثناء فهو الالتزام بقرارات محكمة القضاء الإداري بشأن الصفة الانتخابية التي كانت تخفي في طياتها ضباط شرطة وأصحاب مؤهلات عليا تحت صفة فلاح أو عامل والتزام محكمة القضاء الإداري ومجلس الدولة بتنفيذ ما يصدر عنهم من قرارات سيشعل الأمر ويحدث ارتباكا لدي الجميع بلا استثناء. وفي الدورة المقبلة يغيب الحزب الوطني بسطوته ونفوذه وربما يختفي رجاله أيضا أو رموزه في الصعيد, ولكن تحكم القبائل ربما لا يطيح بجميع الوجوه القديمة ونفوذ العائلات, ولا تغيب عن المشهد القوة الصامتة والمثقفين الذين يبحثون عن نائب قوي ولديه ثقل برلماني يحقق أكثر مما ينام أو يختفي أو يغير رقم هاتفه بمجرد نجاحه, أول المراكز التي ستشتعل وستطيح بنوابهابلا شك من قراءة التاريخ البرلماني بها هو مركز أبو تشت أو المركز الديمقراطي الذي لا يبقي علي عضو بعينه أكثر من دورة أو اثنتين علي الأكثر. الصراع القوي سيكون علي مقعد الفئات, حيث تتصارع قبائل الوشاشات والسماعنة والقليعات, وربما الانتخابات الماضية وشعور البعض بالخيانةفي مربع التحالفات وغياب وجوه كانت تحرك اللعبة الانتخابية, كل هذا يزيد من الأمر سخونة ويظهر في قائمة المشهد عصام عبد الله المنتمي لقبيلة الوشاشات كان من الوجوه المطروحة بقوة الدورة الماضية, ثم يظهر في الصورة أبو النجا المحرزي النائب الأسبق والمنافس القوي الذي يثير ما بين فترة وأخري مزيدا من الجدل, ويبقي مرشح الحزب الوطني بصفة عامة في مأزق, وكذلك النواب السابقون الذين لم تسنح لهم الفرصة أن يقدموا شيئا يذكر وذلك إما لضعف منهم أو لضيق الوقت الذي أمضوه. الدكتور محمد رفعت النائب في الدورة الماضية علي مقعد الفئات والمنتمي لقبيلة الوشاشات يظهر بالقطع في المشهد ويراهن علي علاقته بالعائلات وعلاقات عائلته التي تحاول جاهدة فرضه كمرشح قوي ويظهر في المشهد تلامسه مع قوة الإخوان. ومن الوشاشات الدكتور بركات حسنين الذي كان قريبا من الاعادة الدورة الماضية ويحظي باحترام الكثيرين وتأييد الأزهريين له. وفي قبيلة السماعنة يأتي اسم ماهر الدربي النائب السابق للدائرة والذي يبحث عن استعادة مقعده مرة أخري مهما كلفه الأمر إن صح التعبير. وعلي مقعد العمال يظهر التكتل بين النائب السابق عادل أبو الليل الذي لم تسنح له الفرصة أيضا في أن يقدم ما هو جديد مع منافسة قوية من ذات القبيلة القليعات, مع محمد أبو المجد النائب الأسبق والذي حصل علي حكم قضائي في الدورة الأخيرة لكن رغم هذا الحكم لم يسمح له بالترشيح ولايغيب عن المشهد اللواء محمد فراج الذي ينظم أوراقه من جديد. وإن كانت قبيلة السماعنة تدفع بأحد أهم أبنائها وهو حسن أبو سباق والذي يعتقد أن التحالفات خانته وحسب المراقبين أنه سيعيد النظر من جديد, وإن كانت كل الاسماءالمطروحة في أبو تشت لا تضمن أن تصل إلي المقعد في حالة ظهور اسماء جديدة تحظي باحترام وإجماع القبائل خاصة أن السباق المحتدم الدورة الماضية كشف عن صراعات داخل البيت الواحد, فماذا يكون الوضع مع غياب التسويد وعصر النفوذ والناس الكبار في السلطة. ومن أبو تشت إلي نجع حمادي والتي ستحمل الأيام المقبلة مفاجآت عدة بعدما راح زمن ما يسمي التسويد, وبات هذا ما يهدد كل المرشحين القدامي. أما الواقع فيؤكد أن اسم الغول لايزال قويا, إلا أن زيادة تصويت شريحة بعينها ربما يحمل مفاجآت. وفي دشنا, يبقي صراع العرب والهوارة, ففي قبيلة العرب يتصارع العقيد خالد الشاذلي والذي وصل إلي جولة الاعادة بسهولة وغير متحيز قبليا مع ابن عمه في الدرجة حسين فايز أبو الوفا الذي يبحث عن مقعد والده, ويظهر في المنافسة النائب السابق كمال موسي الذي يتمتع بشعبية داخل مربع أبو مناع مسقط رأسه. وفي الهوارة من الواضح أن الدورة المقبلة لن تكون كسابقتها بعدما أعلن ترشيح العميد محمود شوقي عبد المقصود ابن زعيم البلاتيش السابق عن ترشيحه للدورة الجديدة وهو الأمر الذي من المؤكد أنه سيؤثر علي ميزان القبيلة. ويظهر في المشهد النائب السابق حسين الوكيل الذي ينتمي لهوارة أولاد يحيي ويتمسكون به لكن مع ظهور اسماء مثل عمرو عبد الباقي والنائب السابق طارق السباعي أو نجله ربما الحسابات ستختلف بالنسبة للهوارة في أولاد يحيي. وفي مدينة قنا, يظهر الصراع داخل قبيلة الاشراف مع تناثر الحكايات عن شرط وقع بين النائب السابق للاشراف جمال النجار الذي يحظي بجماهيرية كبيرة مع رفاعي عبد الوهاب عضو مجلس الشعب الأسبق, ولكن في كل الأحوال فإن قبيلة الاشراف بعائلتها ومجمعها الانتخابي تحسم أمورها داخليا للحفاظ علي مقعدها, ويظهر في مدينة قنا اسم عبد الباقي عبيد الذي يلتف حوله جميع أبناء قبيلة الحميدات بعدما أثبتوا الدورة الماضية أنهم قوة لا يستهان بها بعدما وصلوا للمرة الأولي إلي مرحلة الاعادة. وفي قبيلة الجبلاو يظهر اسمان مهمان الأول أحمد الجبلاوي عضو مجلس الشعب وهو صاحب كلمة وعزوة ومحمود أحمد السايح المرشح السابق والذي وصل إلي مقعد الاعادة الدورة الماضية بدعم من الجبلاو, ولكن حتي الآن لم تتضح الصورة هناك في الجبلاو. وفي قرية أولاد عمر تلتف أرجاء القرية حول كمال السايح الذي التفوا حوله الجولة الماضية من الانتخابات