تصنيف خاطئ ومعيب! كان المشهد أكثر من رائع عندما تحركت الأغلبية الصامتة التي لم تعد صامتة لتقول رأيها في التعديلات الدستورية.. التاريخ سوف يسجل يوم19 مارس عيدا للديمقراطية المصرية الناشئة الواعدة.. لا أحد من الذين رأيتهم كان له تجربة سابقة في طوابير الانتخابات أو الاستفتاءات.. نسبة الاقبال كثيفة وغير مسبوقة.. الكل في حال توحد بالمشاركة وان اختلفت رؤاهم في نعم أو لا. غير أن أسوأ ما روج له الإعلام المرئي والمقروء هو ذلك التصنيف الخاطيء والمعيب لمن هم مع التعديلات ومن هم ضدها.. فقد حاولوا تصوير الأمر علي أنه صراع ديني وبين جماعات محددة من هذا التيار وذلك الاتجاه. قالوا إن نعم سيقولها الاخوان والسلفيون وفلول الحزب الوطني.. وان لا ستكون من نصيب الثوار والأحزاب القديمة, وتلك التي مازالت تحت التأسيس, وكذا الأقباط! قالوا ان نعم تتيح للقوي القديمة بما فيها الاسلاميون القفز علي السلطة في الانتخابات البرلمانية المقبلة لانها الأكثر تنظيما واستعدادا, وان نعم تحرم القوي الثورية من جني ثمار الثورة.. ويالها من رؤية قاصرة, بل ومستفزة. وهنا.. لا أريد أن أوجه اتهامات.. ولكن الذين يصدعون رؤوسنا بحرصهم علي الدولة المدنية.. لماذا يحتفون هكذا بالقتلة أصحاب الذقون.. لماذا يهللون لعبود الزمر وشقيقه اللذين أفلتا من حكم الاعدام وقضيا30 عاما في السجن نظير مشاركتهما في عملية اغتيال السادات الذي اختلف كثيرا معه, ولكن أدين بكل الشدة عملية اغتياله.. الأبطال الحقيقيون هم أبناء ثورة يناير الذين أسقطوا النظام الطاغية بالإصرار وانتزاع الخوف والتضحية بأرواحهم برصاص القهر والجبروت.. ولا أعتقد أن أحدا سوف يسمح للقتلة باعتلاء المشهد السياسي لمجرد أن كل مؤهلاتهم أنهم قضوا30 عاما في السجن فهم ليسوا مانديلا بحال من الأحوال.. وفي مسار متواز لا أعرف لماذا هذا الاحتفاء بالسلفيين الذين تتراوح معتقداتهم ما بين الطاعة العمياء للسلطة وعدم الخروج عليها.. وقد كانوا هكذا مع السلطة الغاشمة وبين الجهادية وأخيرا التكفير والهجرة. متي يكف الاعلام المصري عن هذه الصبيانية؟ متي يفهم الفارق بين الحق في التعريف والإخبار بما يدور من أحداث وبين الترويج لأفكار مضللة وقاتلة. المزيد من أعمدة محمد السعدنى