عندما تأتي اللحظة وتفتح جهات التحقيق ملفات صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني ورئيس مجلس الشوري المنحل, ستكون تلك الملفات حديث مصر الأول, فهو وإن كان حتي حينه بعيدا عن المشهد فيما يخص التحقيقات التي يجريها النائب العام مع رموز النظام السابق إلا إنه بدون شك هو رجل المرحلة المقبلة مع الدكتور فتحي سرور صاحب سيد قراره والدكتور زكريا عزمي الشهير بعبارة الفساد وصل إلي الركب في المحليات, صفوت الشريف كان الحاكم بأمره لأكثر من20 عاما في وزارة الإعلام ثم رئيسا لمجلس الشوري, والأمين العام للحزب الوطني الذي حكم مصر لعقود طويلة. وهو الذي أطلق عبارة أن لجنة السياسات التي تم اختراعها داخل الحزب الوطني هي قلب وعقل الحزب, مجاملة لجمال مبارك الشاب الصغير الذي يجهل السياسة والحكم. يتحمل صفوت الشريف مسئولية الانهيار الذي تمر به المؤسسات الإعلامية فهو كان يختار من يريد وحده دون مراعاة لكل ما ينبغي أن يكون من معايير وضوابط مهنية ولا يهتم بالقانون من قريب أو بعيد ويهيمن علي المجلس الأعلي للصحافة وكل قيادة صحفية تترك موقعها يتم تعيينها في المجلس الأعلي للصحافة. ابتكر عملية دمج بين المؤسسات الصحفية الخاسرة دون أن يكلف نفسه مجرد إقالة القيادات التي تسببت في الخسائر الفادحة, لمجرد أنه الحاكم الناهي وهذه القيادات تدين له بالولاء. فتج الباب علي مصراعيه أمام نجله أشرف صفوت الشريف لكي يعمل في مجال الإعلام والدعاية في التليفزيون المصري في مخالفة صريحة لاشتراطات منصب وزير الإعلام ورئيس مجلس الشوري والأمين العام للحزب الحاكم. كان يهتم فقط بإرضاء الرئيس وقرينته كما لو كان جاء من أجل خدمة الرئيس وقرينته, وهناك قصص كثيرة لا مجال للحديث عنها الآن, تحدث طويلا عن ريادة الإعلام المصري ومع مرور الأيام تبين أن الريادة غادرت مصر معه, وفقدت مصر موقعها الإعلامي بفعل الريادة المزعومة. ملف صفوت الشريف, ممتلء, ومعقد, والشارع لن يطمئن قبل أن تبدأ لجان التحقيق في فتح هذا الملف, لأن الوطن تعثر كثيرا بسبب هذا الرجل. والواجب والضمير هو أن نفتح الملف بكل ما يحوي من وثائق ومستندات خطيرة. المزيد من مقالات ماهر مقلد