فجأة شعر المجتمع أن هناك شبابا جديدا يحمل شعلة تنير الطريق, ولسنوات طويلة كان هناك احساس لدي الجميع بأن مصر فقدت شبابها, وأن المظهر العام الخارجي لهم يعكس ما بداخلهم, بالرغم من أن المظهر العام يتغير كل فترة للشباب ولا يعجب الآخرين. من هنا كانت بداية ثورة25 يناير عندما غفل المجتمع عن الشباب فجاءت الصدمة الأولي يوم25يناير واعترف الجميع بأن عمرهم وشبابهم ضاع, ولم يستطع أحد أن يفعل ما فعله هؤلاء الشباب الجدد المسلحون بالعلم والتكنولوجيا واستخدام الأدوات العصرية الحديثة من كمبيوتر وانترنت ولغات وتحدثوا معا من خلال الشات وغيره. بعدها جاء قرار التنسيق الالكتروني والقبول بالجامعات الذي نزل علينا سواء كمجتمع أو صحفيين كالصاعقة, بعد ما تلقينا دعوة من الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي الأسبق منذ5 سنوات لحضور مؤتمر صحفي يفتح الباب فيه للمناقشة حول تطبيق نظام القبول بالجامعات الكترونيا وإلغاء الورقة والطوابع والاستمارات نهائيا, وضجت القاعة واعترض جميع الصحفيين وكانت المخاوف عالية حتي اننا اعتبرناأن نهاية الوزير ستكون علي يد طلاب الثانوية العامة الراغبين في القبول بالجامعات, حيث إنهم لن يتمكنوا من تسجيل رغباتهم والتعامل مع الكمبيوتر وشبكة الانترنت خاصة أن أعدادهم تقترب من نصف مليون طالب وطالبة ولا يمتلكون أجهزة كمبيوتر في منازلهم وسيكون الخوف هو السمة الرئيسية عند تسجيلهم الرغبات وتسجيل البيانات وما الضمان أنهم بالفعل تقدموا للتنسيق ودونوا رغباتهم.. ودارت مناقشات مع الوزير استمرت ما يقرب من3 ساعات, بل وعقد الوزير لقاءات أخري ولم يقتنع الصحفيون أو الذين استشرناهم من أولياء الأمور وغيرهم. وكانت المفاجأة الكبيرة عندما أعلنت نتائج المرحلة الأولي وتقدم جميع الطلاب من القاهرة والإسكندرية ومدن القناة أو من أبناء الدلتاوالصعيد وساعدهم المعيدون وطلاب كليات الحاسبات والمعلومات في تسجيل البيانات والرغبات وجميعهم من الشباب أيضا. والغريب والذي لم يتوقعه أحد في نظام التنسيق الالكتروني الجديد أن الطلاب لم يخطئ أحد منهم نهائيا وأن الأخطاء جميعها جاءت من موظفي التربية والتعليم الذين قاموا بتسجيل نتائج الطلاب وبياناتهم في الكنترول قبل ارسالها إلي وزارة التعليم العالي ومكتب التنسيق الذي قام بتصحيح الأخطاء دون إعلان ذلك خوفا من أن يفشل المسئولون وينجح الطلاب شباب ثورة25يناير! من هنا كانت البداية الفعلية في ثورة الشباب الجديد.. خسر الجميع توقعاته لأننا لم نكن نعلم أن لدينا شبابا يتعامل مع العلوم الحديثة ومازلنا نحن نتعامل مع العلوم التقليدية, لذلك كانت الصدمة والنجاح المبهر لننتقل إلي عهد جديد. أما فيما يتعلق بأن تعليمنا الجيد هو الذي أفرز هذه النوعية من الشباب, فالحديث سيكون في العدد القادم إن شاء الله حول التعليم والشباب. [email protected]