أخيرا ثرنا ثورة فريدة, وقهرنا الخوف, وتحطمت أغلالنا في بداية مشوار طويل نحو الحرية المسئولة والديمقراطية الحقة الملتزمة. وإذا كانت الثورة انقلابا علي الماضي بسطوته وفساده وسلبه للحقوق, فإن الصحوة الجماهيرية يجب ان تمتد بالضرورة ليستحضر الشعب الماضي. كجزء من تاريخه, وللتعلم منه بكل ماشابه من انامالية ولامبالاة وأنانية وإهمال للواجبات, توطئة لتغيير حقيقي جاد, وبناء حاضر جديد ومستقبل مشرق بينه وبين ذلك الماضي. واذا كانت الصحوة تنطوي علي إصرار الشعب علي عدم النكوص إلي الوراء, أو السقوط مجددا في غفوة أو غفلة من أمره, فإن اليقظة مطلوبة منه للحفاظ علي المكتسبات, والابقاء علي شعلة الثورة متقدة, حماية لها ضد من يركبون موجتها تملقا ونفاقا, أو استغلالا لها, أو تغييرا لبوصلتها وإفسادا لأهدافها. واليقظة أيضا فرصة للأحلام والرؤي حول امجاد الوطن المنشودة, تتحقق واقعا لا وهما, مبدئيا بتقدير قيمة الوقت وتقديسه, ومعه التعاون الخلاق الصادق, والبناء الجاد والعمل المتواصل في مختلف الميادين, اليوم وليس غد, علي أسس من العلم والبحث العلمي والتعليم الحديث المتطور, إلي جانب محو الأمية بكل صورها من ابجدية وإلكترونية وثقافية وسياسية وغيرها. عاشت مصر الناهضة, وعاشت الثورة وأبطالها البواسل. د. أنطوان يعقوب معهد الدراسات القبطية