كثر الجدل أخيرا حول النظام الانتخابي الأمثل لمصر, خصوصا مع انتهاء التعديلات الدستورية, فمن المعروف أن النظم الانتخابية في العالم تنقسم الي النظام الفردي أو القائمة المطلقة أو القائمة النسبية او النظام المختلط الذي يجمع بين القائمة والفردي, ولكل نظام عيوبه ومميزاته. فالنظام الفردي من وجهة نظري هو الأمثل لمصر, نظرا لطبيعة المجمتع المصري وخصوصا الصعيد, الذي يعتبر الولاء للقبلية هو السائد أكثر من الانتماء للحزب, ومن مميزات هذا النظام ارتباط الفرد بابناء دائرته, ولكن عيوبه كثرة الانفاق المالي, وعدم تفرغ العضو للتشريع لكثرة طلبات الناخبين. أما النظام بالقائمة سواء النسبية او المطلقة فلا يصلح لمصر, نظرا لضعف الأحزاب السياسية الموجودة, بل إن أكثر المصريين وأنا منهم أتذكر بصعوبة عدد الأحزاب الموجودة, وعددها52 حزبا بعد حكم الادارية العليا بالترخيص للوسط, ومنها حزبان مجمدان هما مصر الفتاة والعمل الاشتراكي, وهناك الكثير من الخلافات الداخلية في معظم الأحزاب ومن عيوب القائمة أن الراغبين في الترشح يتم ترشيحهم وفق هوي رئيس الحزب, فيمكن أن يتم وضع شخص مرفوض جماهيريا علي رأس القائمة, وبالتالي ينجح بأصوات الآخرين, وقد عاصرت بنفسي كيف أن الراحل إيهاب مقلد وكيل مجلس الشعب الأسبق عن العمال كان ينجح في القوائم, وفور إلغاء نظام القوائم أطاح به فلاح بسيط هو محمود مازن أبو النور, في سوهاج, وذلك لأن مقلد كان يراهن علي وضعه في القائمة وانفصل عن أبناء الدائرة. ولكن من مميزات هذا النظام تفرغ النائب للتشريع وليس لطلبات المواطنين, وأكرر أن النظام الفردي في مصر هو الأصلح, لأن الولاء للقبيلة والعشيرة أكثر وأهم من الولاء للاحزاب في مجتمعنا المصري, كما أنه يجب وضع تعريف محدد للعامل والفلاح والفئات, حتي يتم التمثيل الأنسب لكل الفئات, فلا يصح أن يتحول لواء الي فلاح ليسرق مقعد الفلاح الأصلي..