اليوم بعد استقالة الدكتور أحمد شفيق وتحمله أمانة المسئولية العصيبة القاسية التي مرت بها البلاد في الفترة الماضية وبعد تكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل حكومة جديدة تتحمل عبء تسيير امور البلاد في الفترة الانتقالية الخطيرة المقبلة. وبعد ان ظهر بنفسه امام الحشود الغفيرة بميادين التحرير علي اتساع الأرض المصرية وتعهد بأن يستمد قوة حكومته من الشعب نفسه وان تحترم اجهزة الأمن المواطن وتحافظ علي أمن مصر في الداخل والخارج وبعد بداية الثقة بين الجماهير والحكومة الجديدة اضافة إلي الثقة الكبيرة بين الشعب والجيش منذ بداية الثورة نتوقع بشدة بداية عهد جديد للبناء والتعمير وتعليق المظاهرات والتجمعات في مختلف أشكالها إلي اجل غير مسمي لاعطاء الفرصة للقيادة العامة للقوات المسلحة والحكومة الجديدة في تنفيذ خريطة طريق نري من أهم ملامحها مايلي: 1 إعادة الأمن والاستقرار إلي ربوع البلاد بإعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطوير عملها باحترام المواطنين وحمايتهم وحماية الوطن وليس حماية النظام فقط وان ينفذ المواطنون القانون بكل أشكاله ووقف التسيب والفوضي بكل صورها. 2 ان تعمل الحكومة بكل قوة لانقاذ الموقف الاقتصادي المتدهور وعودة العمل والإنتاج وزيادة الموارد في محاولة لاستعادة الخسائر الفادحة وبدء الاتصالات مع العالم العربي والأجنبي ومع الهيئات الدولية لاستعادة العافية للاقتصاد القومي وتلبية المطالب الشعبية لرفع مستوي المعيشة وتخفيف حدة البطالة. 3 العمل علي عودة السياحة لإعادة أرزاق العاملين فيها ولن يعود ذلك بقوة إلا بعد استعادة الأمن إلي الشارع المصري وعودة الدبابات إلي امكانها وإلي دورها الطبيعي لحماية الحدود المصرية وآمنها القومي. 4 أن نعود جميعا إلي أعمالنا وإلي استئناف عجلة الإنتاج مدفوعين بالضمير الحي والاحساس بالمسئولية الفردية والجماعية تجاه هذا الوطن والرغبة الحقيقية في الدفع بالثورة إلي أرض الواقع بحيث تسفر الروح الثورية الجديدة عن نفسها في زيادة معدلات الإنتاج وجودته فنحن الآن ننتقل من مرحلة المطالب إلي مرحلة بذل الجهد المطلوب لتحويل هذه المطالب إلي واقع والمجلس الأعلي للقوات المسلحة, والحكومة الجديدة كلاهما في حاجة إلي هذا الدعم الشعبي العام الذي ينطلق من كل مواقع الإنتاج والخدمات. 5 وعلي الصعيد السياسي فالعجلة تدور الآن لاعداد البلد للسير علي الطريق السليم نحو الديمقراطية والحرية, ففي التاسع عشر من الشهر الحالي نتوجه جميعا إلي مراكز الاقتراع لندلي باصواتنا للاستفتاء علي التعديلات الدستورية وبعدها مباشرة سوف تتبلور الرؤية عما إذا كانت مصر سوف تبدأ بالانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أم لا. بعد جمعة النصر يبدو ان الرؤية ظهرت أكثر وضوحا وان المزيد من الضباب قد انقشع ولم يعد امامنا الا ان نسير في اخلاص وتفاؤل نحو المستقبل الذي ننشده جميعا. [email protected]' المزيد من أعمدة ابراهيم نافع