وسط انشعالنا باللهاث اليومي خلف حكايات الفساد ومؤامرات الثورة المضادة, وأنباء ائتلاف شباب الثورة, وأسرار تشكيل حكومة الدكتور أحمد شفيق, تراجع اهتمامنا الي حد كبير بمصابي ثورة25 يناير الذين تكتظ بهم المستشفيات العامة وبعض المستشفيات الخاصة, ومعظمهم يعاني من اصابات شديدة الخطورة قضت علي أملهم في مواصلة الحياة, اذا لم يتم تداركهم بالعلاج فورا. ولكن الأستاذة أمل شاكر- الزميلة بالأهرام, والحاصلة علي اجازة مرضية طويلة بعد تعرضها لحادث سيارة- تحاملت علي نفسها, واستعانت بابنتيها نورهان أمين ومي أمين الأولي في السنة الثالثة بآداب القاهرة, والثانية في الصف الأول الثانوي- وتمكنت بجهد أسري نبيل ورائع من المرور علي عدد من المستشفيات والالتقاء ببعض المصابين, كما تمكنت من الحصول علي كشف مبدئي يضم أسماء نحو571 مصابا يتواجدون في مستشفيات قصر العيني الفرنساوي وقصر العيني العادي, والدمرداش وعين شمس التخصصي وزايد التخصصي, ومستشفي كليوباترا والميري بالاسكندرية ومستشفي المنيرة وغيرها من المستشفيات. وتقول الزميلة أمل شاكر, إن غالبية المصابين هم في الأساس من أسر بسيطة, لايقدرون في الأحوال العادية علي تدبير نفقات علاج جراحات صغيرة, وهاهم الآن يواجهون جراجات خطيرة ومعقدة, نتجت عن استهدافهم أثناء الثورة, برصاص حي, أصابهم في الرأس او العين او الرقبة او العمود الفقري ومنطقة الحوض وعظام الفخذ والساقين ومنطقة الصدر والظهر. وتضيف أمل شاكل أن الاصابات شديدة التنوع, ومن بينها شلل نصفي وتشوهات وكسور في جماجم الرءوس, وتهتك وقطع في أعصاب الوجه, واصابات في العمود الفقري وشقوق في الحناجر, بالاضافة الي اصابات متنوعة في العيون من بينها قطع بالقرنية وانفصال شبكي وازالة الجسم الزجاجي للعين, كما أن هناك اصابات أدت الي شلل رباعي, والي انقطاع الحبل الشوكي لدي بعض المصابين, وفقدان الكلام والذاكرة, وهناك اصابات أدت الي تهتك للأمعاء الدقيقة والغليظة.. الي آخر كل ما يخطر علي بال الأطباء المختصين وعلي بال المواطن العادي من امراض واصابات شديدة الخطورة. وتؤكد أمل شاكر أن الكثير من المصابين يعانون من تقيح جروحهم ويتعرضون لاهمال طبي شديد, بسبب النقص الحاد في امكانات المستشفيات, وعدم وجود ميزانيات او اعتمادات مالية كافية لدي المستشفيات, وأضافت أن هؤلاء المصابين لايملك معظمهم ثمن الأدوية والجراحات والمستلزمات الطبية, وأن عددا كبيرا منهم في أشد الاحتياج الي السفر فورا للخارج للعلاج علي نفقة الدولة. وقالت أمل إنها تحدثت مع كثيرين من معارفها, كل منهم أبدي استعداده للتبرع لعلاج جرحي ومصابي الثورة, ولكنها لاتعرف كيف تجمع هذه التبرعات, والي أي جهة تدفعها؟! ملحق شباب التحرير اتصل بالدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن والعدالة الاجتماعية الذي طلب علي الفور كشفا تفصيليا بكل المصابين والجرحي وأي بيانات عنهم اذا أمكن.. وقال الدكتور جودة إنه سيقوم فورا باتخاذ اللازم تجاه هذه الحالات, وسوف تسهم الوزارة في احاطتهم بالرعاية. وأكد الدكتور جودة أن الوزارة ستعمل فورا علي ايجاد آلية لتلقي تبرعات المواطنين بطريقة شرعية ورسمية, وتوجيه حصيلة التبرعات بأقصي سرعة لعلاج المصابين. في السياق نفسه قال الدكتور محمد أبو الغار إنه قام مع مجموعة من الناشطين السياسيين والعلماء والأطباء بتأسيس جمعية لعلاج مصابي الثورة ورعاية أسر المصابين والشهداء, وأنه تقدم منذ أكثر من اسبوع بأوراق الجمعية الي وزارة التضامن الاجتماعي, وأن الوزير السابق الدكتور علي المصيلحي وعدهم بالموافقة الفورية علي تأسيس الجمعية, ولكنه ترك الوزارة قبل أن يتمكن من انهاء اجراءات تأسيس الجمعية. وأوضح الدكتور محمد أبو الغار أن أعضاء مجلس ادارة الجمعية لايستطيعون قبول أي تبرعات مادية إلا بعد تأسيس الجمعية, موضحا أنهم يقبلون فقط التبرعات العينية مثل الأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية, وأضاف أنه يتوقع الموافقة علي تأسيس الجمعية مع مطلع الأسبوع المقبل. من ناحية أخري أكد الدكتور مصطفي النجار الناشط السياسي ورئيس حملة دعم الدكتور محمد البرادعي, وعضو الجمعية أن اعداد المصابين في ثورة52 يناير تقدر بالآلاف, وأن أعضاء الجمعية مازالوا يواصلون جهود حصر أسماء المصابين في مستشفيات مصر خصوصا في المحافظات التي شهدت اعتداءات من أفراد الشرطة وبلطجية الحزب الوطني علي الحشود التي تجمعت للمطالبة باسقاط النظام.