الناس فى بلادى يتساءلون: كيف سيكون شكل الحكومة المقبلة؟.. هل ستكون حكومة كفاْات أم ائتلافات؟.. وما هو التشكيل الأمثل لها؟ في الحقيقة, لا أحد من ثوار25 يناير, ولا من القوي السياسية, ولا حتي الرأي العام, يستطيع أن يتكهن بالأسماء المرشحة لتولي مناصب وزارية في الحكومة المقبلة! هل هم من الكفاءات في التخصصات المختلفة, لتحقيق طموحات وتطلعات المواطنين. في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة, وحل الأزمات التي يشهدها المجتمع المصري حاليا, والانتقال بالبلاد إلي ظروف أفضل, أم هي حكومة ائتلاف سياسي تضم مختلف القوي السياسية؟.. أم من الاثنين معا؟! هنا يقول الدكتور يحيي الجمل الفقيه الدستوري, والوزير السابق, نحن بحاجة إلي حكومة إنقاذ وطني تضم الكفاءات المتخصصة في شتي المجالات, وفي الوقت نفسه, تضم وجوها مقبولة شعبيا, ويرضي عنها الرأي العام, ويطمئن إليها, لكسب ثقته, خاصة أن فقدان الثقة أدي إلي كثير من المشاكل, ومع ذلك لا مانع من وجود ائتلاف بين أكثر من تيار سياسي, لأن المرحلة تقتضي تكاتف الجميع, ولذلك لابد من الجمع بين الأمرين, لاسيما أن المرحلة الحالية صعبة وتقتضي جمع كل القوي السياسية, وتمثيلها في الحكومة. الكفاءات ضرورة بينما يري الدكتور مصطفي الفقي, البرلماني والسياسي البارز, أن مصر بحاجة إلي من يأخذ بيدها في ظل ظروفها السابقة والحالية, وفي ظل الفساد الذي كان ضاربا في كل اتجاه, والتأثيرات السلبية للأحداث الأخيرة علي الاقتصاد المصري, أصبحنا نحتاج إلي كفاءات تأخذ بيد الدولة, وتعفيك من فكرة الانتماء السياسي, والموازنات الحزبية, وتجعلك قادرا علي اختيار الأفضل, باعتبار أنه مصري, بصرف النظر عن انتمائه السياسي أو موقفه الحزبي. مشيرا إلي أنه لو تم اللجوء إلي التوازنات السياسية, فلن تختار الأكفأ, ولذلك نحن بحاجة إلي كفاءات تتجه بالبلاد إلي الأفضل. الحس السياسي الكفاءة مطلوبة, والحس السياسي مطلوب أيضا.. هكذا قال لي الدكتور محمد عبداللاه, رئيس جامعة الإسكندرية السابق, مشيرا إلي أن الكثير من المشاكل التي وقعت فيها الحكومات السابقة قبل25 يناير, لم يكن لديها حس سياسي لدي عدد من الوزراء, وبالتالي فإننا في هذه الظروف الراهنة بحاجة إلي موازنات ومواءمات, وإذا كان هناك شخص يتمتع بالكفاءة, ولديه حس سياسي, فأهلا ومرحبا. وبعد25 يناير, وفي وقت نخطو فيه نحو الديمقراطية, يجب ألا نركز علي الإقصاء, ونحن بحاجة إلي مجتمع مفتوح, يرفض فكرة الإقصاء, والتخوين, ويجب أن ينظر كل فصيل سياسي إلي الفصيل الآخر علي أنه مشارك في صنع القرار. أما أن تكون الحكومة المقبلة ائتلافية فقط, فهو في رأي الدكتور محمد عبداللاه أمر صعب, وفقا للتعريف العلمي لكلمة ائتلاف, لكن يمكن الاستعانة بشخصيات عامة لها توجهات سياسية إذا كانت قادرة علي أداء الدور المنوط به, لأننا نتحدث عن حكومة وليس مجلسا استشاريا, لكن من الأفضل الاستعانة ببعض التكنوقراط الذين لهم توجه سياسي, هناك أمور كثيرة حاليا يجب التعامل معها بحس سياسي, وهذا أمر مهم, وقد كنا نحذر الحكومات السابقة في كل المناقشات من أنها لا تضع البعد الاجتماعي بالقدر الكافي في اعتبارها, وكان ذلك وراء بعض القرارات المستفزة للرأي العام في مصر, وفي رأيي أن الوزير الكفء ذا الحس السياسي هو المهم لكي نتجاوز الظروف الراهنة. وزير سياسي * سألنا الدكتور فؤاد بدراوي, نائب رئيس حزب الوفد: هل هو مع تشكيل حكومة كفاءات أم ائتلافات؟ أجاب: في تقديري, يمكن الجمع بين الحسنيين, كفاءات, وممثلين عن الأحزاب السياسية المختلفة, والمطلوب في المقام الأول أن يكون الوزير سياسيا.. وقد ثبت في تجارب مختلفة, أن وزراء التكنوقراط فشلوا, واذكر أنه في وزارات سابقة كان هناك وزراء غير متخصصين لكنهم كانوا وزراء سياسيين, حيث شغل محام مثل مصطفي النحاس باشا منصب وزير الصحة, ونجح, كما أن فؤاد باشا سراج الدين سبق أن شغل منصب وزير الداخلية والمالية. * قلت: وهل يمكن أن ينجح الوزير في مهمته إذا لم يكن متخصصا؟ أجاب: الوزير السياسي يكون لديه حس سياسي, ولديه رؤية للجانب الشعبي, ويصدر القرار من خلال رؤية سياسية عامة, والأساس فيها مراعاة مصالح المواطنين, ويجب أن يكون الوزير السياسي ضمن منظومة متكاملة من الوزراء السياسيين, الذين يجب أن يشغلوا مناصبهم من خلال انتخابات حرة نزيهة, أما الجانب الفني, فيعد فيه الوزير إلي وكلاء الوزارة. * وهل يمكن أن يشارك الوفد في الحكومة المقبلة؟ في رأيي الشخصي, الوفد قد يقبل, وقد يرفض, فلسنا طامعين في أي مناصب, وهدفنا هو تحقيق مصالح البلد, وتطبيق الإصلاح السياسي والديمقراطي, وقد سبق أن شارك الوفد في وزارات ائتلافية سابقة, حيث شارك في وزارة1927, وكان رئيسها النحاس باشا, لكن بشكل عام, كانت تجارب الوفد في الوزارات الائتلافية غير جيدة, ويكمن في أن يشارك الوفد في وزارة محايدة للإشراف علي الانتخابات, كما حدث في الوزارة التي شكلت في عام1947, والتي أجرت انتخابات عام1950, وكانت مهمتها إجراء الانتخابات وتنتهي, وكان ذلك برئاسة حسين سري باشا. وفي رأيي الشخصي, ألا يشارك الوفد في حكومة ائتلافية, لكن ربما يكون للمكتب الفني للحزب, والهيئة العليا رأي مخالف لذلك, خاصة أنه لكي يشارك الحزب في وزارة ائتلافية, فلابد أن تكون هناك أجندة, وجدول أعمال, وخطط, وإلا سوف يحاسب الحزب أمام الرأي العام أولا, وأعضائه ثانيا, فالقضية ليست المشاركة في وزارة, لكن المهم أن تكون هناك أجندة, وجدول أعمال كما ذكرت, أما المشاركة في حكومة ائتلافية من عدمه, فهذا قرار لا أملكه وحدي.