كتب: أحمد عبدالمقصود: لا أعرف سببا محددا للتأخير حتي الآن في عدم إعلان القائمة السوداء لمرتكبي حادث الأربعاء الأسود بميدان التحرير, عانينا كثيرا من بطء العدالة وهروب الجاني.. التأخير في إعلان قرار الاتهام وتسليم هؤلاء القتلة الي أيدي العدالة.. الألم يعتصر الملايين الذين كانوا هناك تحت رحمة سنابك الخيل وقنابل المولوتوف وحجارة المؤيدين لبقاء النظام. وقد كان لي الفخر أن أكون من بين المتظاهرين في هذا اليوم المعروف اعلاميا باسم موقعة البغال, ولكن مساء هذا اليوم كانت هناك موقعة أخري لا تقل في قسوتها عن موقعة البغال, وهي موقعة المولوتوف ولم يكن أي من الموجودين بالميدان يتوقع هذا الهجوم الشرس بقنابل المولوتوف والحجارة والأسلحة البيضاء واحتلال مؤيدي مبارك لأسطح العمارات المطلة علي الخط الفاصل بين ميدان عبدالمنعم رياض وميدان التحرير, وقاموا بالقاء المولوتوف لتسقط الشهب الحارقة فوق رؤوسنا مما دفعنا جميعا للاحتماء بعيدا عن مدي اطلاق المولوتوف ولكن الحجارة كان مداها أكبر فأصابت ا لكثير منا بإصابات متفرقة في الجسد, وهنا تعالت أصوات المتظاهرين مرددة يادي الذل ويادي العار.. أخ بيعذب اخوه بالنار.. ونتيجة للمقاومة الباسلة لشباب25 يناير وأقصد هنا كل من كان بالميدان في هذا الوقت ونجاحهم في صد الهجوم العدواني الشرس ومقاومته حتي تراجع المؤيدون الي ميدان عبدالمنعم رياض. استطعت في هذه اللحظة الخروج من ميدان التحرير إلي ميدان عبدالمنعم رياض حيث يتجمع الآلاف من مؤيدي مبارك أو بلطجية الحزب الوطني والشرطة السرية اقتربت منهم لاجد بعض قائدي المظاهرة يشدون علي أزرهم ويدفعونهم الي معاودة الهجوم مرة أخري حتي يرحلوا قبل الصباح من ميدان التحرير. وهنا جاء شاب من بعيد أخذ يصرخ بأعلي صوته مناديا علي البلطجية فتجمعوا حوله وبدأ في سرد تفاصيل الضيفة الغامضة علي قناة المحور, وراح يقنعهم بانها جاسوسة تدربت لقلب نظام الحكم في مصر بالتعاون مع شباب التحرير.. وان داخل الميدان الآن يوجد اسرائيليون وأجانب معاهم سلاح وأخذ يدفعهم للهجوم بكل قوة وعنف دون رحمة ولا هوادة وأخذ يصيح اسرائيل حتاخد البلد يا رجالة. هنا أسقط في يدي وأصابني الرعب علي من في الميدان.. فقد كان وقع ما قاله الرجل كفيلا بأن يقوموا بالقضاء علي شباب التحرير واحدا واحدا فسارعت وكلمت أصدقاء عديدين ليحاولوا الاتصال بأي مسئول لوقف المذبحة المرتقبة. وبعدها وجدت المولوتوف والطوب أشد قسوة وضراوة فانسحبت الي اسفل كوبري اكتوبر وأشاهد النيران التي طالت المتحف, وخلال وقوفي لاحتمي بتمثال عبدالمنعم رياض, عرفت وشاهدت العديد من رجال الشرطة بالملابس المدنية وأمناء الشرطة الذين تزعموا الهجوم, ودفعوا المتظاهرين للقتال حتي آخر نفس, وعندما ارتفع صوت المعركة وجدت مجموعة كبيرة من البلطجية ينسحبون مرددين: سلمية.. سلمية