تعليقا مني علي رسالة الخسارة الفادحة أحب أن أقدم لكم مشورتي مستعينا بخبرتي في هذه الأمور فقد قلت يا سيدي لكاتب هذه الرسالة أن شيئا ما ناقص في رسالته لا يريحك ويجعلك تشعر أنه ليس واضحا بالصورة التي تكفي حتي تفكر معه, وفي الحقيقة يا سيدي أري أن عندك حقا فيما قلته فهذه القصة التي يرويها كاتب الرسالة, والتي ترتب عليها تهديد زوجته بالطلاق وابعادها هي وأولاده الي مصر لم تقنع أيا ممن قرأها والحقيقة التي ارجحها هي أن هذا الزوج رغب بعد ان استقر ماديا واجتماعيا في الزواج من اخري لكنه لم يستطع اتمام هذا الزواج في وجود زوجته واطفاله ففكر في اختلاق هذه المشكلة التافهة ليجبر زوجته وأولاده علي ترك هذا البلد الخليجي كي يتمكن من اقامة حفل الزفاف وقضاء شهر عسل بهدوء وبدون كدر من زوجته وأولاده ثم بعد ذلك يحاول أن يقنع زوجته بقبول الأمر الواقع مدعيا انه لم يكن يخطط لذلك من قبل مطمئنا الي طيبة زوجته وحبها له وانها ستغفر له هذا العمل فتلك الزوجة نموذج في التضحية والحب في عصر لم يعد يقدر مثل هذه القيم النبيلة ألهذا الحد يعمي الانسان عن رؤية مثل هذا الحب العظيم فيحرم نفسه منه انه( البطر) الذي يصيب بعض الرجال حين تغدق عليهم الدنيا بلا حساب وحين تشجعهم ارصدة البنوك علي اتخاذ اصعب القرارات المصيرية بهدوء قاتل, كما فعل كاتب هذه الرسالة حين قال انه يطلب من زوجته قبول الواقع وانه لن يقصر في الانفاق عليها وكأن زوجته حين تزوجته بدون شقة او اثاث كانت تنظر لما سينفقه عليها كانت تطلب حبه ووفاءه وهذه للاسف قصة تتكرر الآن كثيرا بين بعض المصريين الذين امضوا سنوات طويلة في العمل في دول البترول. انني اشعر بالأسف لتلك الزوجة التي اري ان حبها الكبير له وتسامحها الدائم معه قد أغراه بالتمادي في الاستهانة بها وبمصير اولاده واقبل علي ذبحها بدم بارد وبدون تقدير لماضيها معه وبدون تقدير لحقوق ابنائه عليه الذين هم في حاجة الي رعايته وحنانه وليس الي ماله فقط لمجرد ارضائه نزوة طارئة المت به وكان من السهل مقاومتها حفاظا علي الاسرة, ما الرأي الذي اشيره به علي كاتب هذه الرسالة فاسمح لي ان أتوجه له وانصحه باختيار منهج ابي بكر الصديق الذي قال ما ترددت بين امرين الا اخترت ابعدهما عن هوي نفسي فلابد ان تضار احدي زوجتيك بالاختيار الذي ستختار حلا لمشكلتك فاذا اخذنا بقاعدة اهون الضررين فاننا نسلم بان طلاق زوجتك الثانية هو الاقرب الي العدل, وعن سؤالك ماذنبها فيكفيها ذنبا انها قبلت الزواج من رجل تعلم انه زوج واب لاربعة اطفال في حاجة ماسة الي رعاية ابيهم مع التسليم بتعويضها ماديا خاصة انه ليس بينكما اطفال تزيد الأمر تعقيدا وهكذا فان هذه القاعدة الرشيدة تهديك الي الخيار الافضل وهو ان تنفصل عن زوجتك الثانية وتعود للحياة مع زوجتك الاولي وتسترضيها لانك لا تعي عمق المحنة التي عرضتها لها ولان هذا هو ابعد الحلول عن هوي نفسك واقربها الي العدل وتصحيح الاخطاء طبقا للقاعدة الربانية التي تقول( هل جزاء الاحسان الا الاحسان). خالد عيسي ناظر مدرسة بطنطا