الأمثال والأقوال الشعبية زاخرة بالموضوعات التي تتناول المرأة والطفل, والتي أثبتت الأيام دقتها وصدقها.. من هذه الامثال اخذوا جوز الخرسة نطقت ست وجارتين في قلي بيضتين جيت اتاجر في الحنة.. كتروا الحزاني جيت اتاجر في الكتان ماتت النسوان. ومعظم هذه الامثال تبدو لمن يقرأها وكأنها لوحات تعبيرية تكاد تنطق من قوتها ومصداقيتها.. هذا ما لاحظه الفنان الرسام د. فريد فاضل استشاري العيون بمعهد رمد الجيزة ودفعه إلي التأمل فيها بإمعان.. المثل الذي يقول إن العين عليها حارس وهو المثل الذي لاحظ بنفسه.. بحكم عمله كطبيب عيون مدي صحته لأن الأهداب تحمي العين من أي سوء قد يصيبها, وكم من الأمهات لمسن ذلك بأنفسهن عند تعرض اطفالهن الصغار لإصابات قريبة من العين ولكنها لم تهدد سلامتها. ثم قرر تأليف كتاب يحمل عنوان أقوال وأمثال ليوضح من خلاله قيمة الأمثلة في حياتنا مصحوبة بالصور الموحية حيث برعت الريشة بين اصابعه في إضفاء تجسيم موحي لمعني الاقوال والأمثال فتبدو للقاريء وكأنها نافذة علي الحقائق المستقرة في المجتمع الذي تشكله المرأة.. وهو ما ابرزته الامثال فنجد بعضها يبين أثر تربية الأم علي ابنها وتأثيرها علي ابنتها, كما يرسم بعضها الآخر حدود العلاقة بين الزوجين, وزواج الاقارب وغيرها من الأمور الأسرية التي تكون المرأة طرفا أساسيا فيها, فمثلا بعضها يلخص فكر المجتمع الذي تشكله المرأة لأنها القدوة.. إكفي القدرة علي فمها تطلع البنت لأمها, فالعروس تكتسب صفاتها الصالحة من الأم وهي معيار لنجاح أي زيجة.. وهناك بعض الأمثال تحبذ زواج الأقارب وأخري تحذر منه خوفا من أمراض الوراثة فبعضها يقول.. آخد ابن عمي وأتغطي بكمي وعكسه خذي من الزرايب ولاتأخذي من القرايب, وهذا التناقض يوضح اثر تحول أفكار المجتمع من فترة لاخري وتدخل العلم في تطوير فكر المرأة.. وأضاف د. فريد فاضل أن سلوكيات الشعب وأخلاقه وتناقض العلاقات الانسانية وروح الدعابة والقدرة علي استخدام المشهد الدرامي للمثل تتأكد باستخدام السجع وموسيقي الشعر في تصوير فداحة زواج الرجل من أخري مثل جنازته ولاجوازته. كما أن الأطفال لهم نصيب كبير من الأمثال فيقول الفنان فريد فاضل ان براءة الأطفال وفطرتهم أتت ب خذوا فالكم من عيالكم كأن الصغار يؤخذ بنطقهم الفأل الحسن, وتحذر الامثال من التهاون في أقوال الابرياء التي يرددونها عليهم الأطفال أحباب الله الولد فرحة ولو قد حبة القمحةوعن جحود الابن علي أمه نسمع قلبي علي ولدي انفطر وقلب ولدي علي حجر. وذكر أن الأيام اثبتت أن مايتعلمه المرء في طفولته ومايتردد علي مسامعه من الأم يستمر حتي الشيخوخة مصداقا للمثل من شب علي شيء شاب عليه و جوزك علي ماتعوديه... وعن أسس تربية الأبناء شملت الأمثال التعليم في الصغر كالنقش علي الحجرلترغيب الآباء في تعليم الصغار القراءة والكتابة والحفظ لسهولة تلقينهم كمن يحفر علي حجر.. و عيب الولد من أهله والبطيخة لاتكبر إلا في بيتها كدليل علي أهمية الرعاية والاحتضان للابناء حتي يكبروا ويمتازوا بالخلق, لأن أي خطأ يكون مرجعه عدم تربية الأهل للابناء التربية السليمة. وفي نهاية الأمثال والأقوال نجد امرأة فاضلة من يجدها فقد ملك اللأليء و هو قول يدل علي أن الرجل حين يتزوج من زوجة حكيمة عاقلة فاضلة لها خلق ومباديء يكون قد حصل بها علي لألئ العالم.