بدأت إسرائيل في مساعيها الجادة من أجل وضع استراتيجية للتعامل مع الوضع الجديد في السودان والترتيبات الخاصة بعلاقتها القادمة بدولة جنوب السودان الوليدة, والتي من المرجح أن تنجم عن انفصال الجنوب عن شمال السودان وقد تعالت أصوات الخبراء ومحللين إسرائيليين بالتحرك إلي جنوب السودان لأنهم يدركون أهمية الجنوب الاستراتيجية في منطقة حوض النيل, وكذلك لكونه مجالا خصبا ومهما للاستثمارات والمشروعات الهائلة في المستقبل, خاصة في مجال الغذاء والطاقة والتعدين والبنية التحتية, وقد دعا أحد الخبراء الإسرائيليين في إحدي الصحف الاسرائيلية إلي ضرورة التفكير في دولة جنوب السودان بما تملكه من مقومات زراعية ومائية ونفطية لاستغلالها في مشرعات تضمن لإسرائيل أن تكون دولة جنوب السودان بمثابة سلة غذاء لها. وقد أبدت حكومة جنوب السودان بوادر طيبة نحو الدول العربية وعلي رأسها مصر, وأشار مسئولون في الجنوب ومن بينهم وزير إعلام الجنوب إلي أنهم حريصون علي علاقات جيدة مع الدول العربية, لذلك يجب أن نعزز علاقاتنا مع الجنوب ونبرم المزيد من اتفاقات التعاون في مجالات اقتصادية واستثمارية وتجارية وزراعية وغيرها من المجالات بما يضمن علاقات متميزة تحمي أمننا القومي والمائي وتعزز فرص الاستثمار في ذلك البلد الوليد وتدعم التفاهم والمصالح المشتركة بيننا, ولم لاتفكر جامعة الدول العربية في انضمام دولة جنوب السودان للجامعة وتطرح مبادرات في مجال العمل لاستيعاب أعداد من الشباب في بعض دول الوطن العربي للعمل في جنوب السودان وهي أمور سيكون لها مردود إيجابي وفعال علي تطويق شبح البطالة التي وصلت إلي حد الانفجار وأصبحت تهدد دولا مثل تونس والجزائر. واذا كنا قد قصرنا من قبل في تعزيز وجودنا في حوض النيل فلا مجال لأي تهاون الآن في ظل الأوضاع الجديدة.