أزمة موقف لاتعني أزمة مجتمع. وأزمة مجتمع لاتعني أزمة أمة. وأزمة أمة لاتعني أزمة حضارة. نعم طريق الحياة ممتد, نواجه فيه كثيرا من الصعاب, لكن علينا ألا نتوقف عن السير في ركب التطور والتحديث. إنها مصر, بلد الحضارة والعقيدة السمحة التي تنبع من جوهرها الحضاري. مصر أرض الكنانة, مصر السماحة, أزمة تحاول أن تنال منها بفعلها الفوضوي المخرب البعيد كل البعد عن العقل والخلق والدين, هذا الفعل يحاول أن يهز منارة السلام التي تسود علي أرضها. أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية. هذا الفعل الإرهابي الذي لايحمل قيما لتطور الحياة سواء للوطن أو الإنسانية, وإنما يحمل فيروسات الفتنة والدمار, التي تحاول أن تؤجل الأحلام, وتشوه رؤي المستقبل. الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية, ومن منظور آخر يجب علينا في هذا الوطن العزيز أن نتيقظ لما يدور حولنا, حيث تحاك الأزمات حتي تنال من مصر, لأنها قلب الوطن العربي, ولأنها صاحبة تيارات إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي في المنطقة, قد تكون هناك وجهات نظر مغايرة, إلا أنه لايمكن تجاهل أو إغفال الروح الوثابة للإصلاح التي تدفع إلي التعمير والتحديث. بالإضافة إلي الدور الإقليمي الذي تلعبه مصر, إن هذه الأفعال تحاول أن تقلل من أهمية الدور المصري, وبأنه غير قادر علي القيام بواجبه علي أكمل وجه نتيجة عدم الاستقرار, ولقد كانت ومازالت دعوة مصر لعقد مؤتمر دولي للإرهاب دعوة حقيقية لمواجهة هذا الشبح, بتكثيف التعاون بين الدول علي المستوي العالمي, وبالتنظيم بين أبناء الشعب علي المستوي القومي, ومن ثم علينا في هذه المرحلة, أن يؤدي كل منا دوره بصدق العمل وأداء الواجبات كمواطنين مصريين كل في موقعه.. من أجل تفاعل حقيقي لبناء وتحديث مصر الوطن الغالي لكل المصريين. . فإذا كانت هناك فئة من الشباب المنحرف ظاهرة علي السطح, إلا أن هناك شبابا كثيرا جديرا بالاحترام والتقدير في جميع المجالات, ولكنه لم ينل هذه الضجة التي تصنع لتلك الفئة, لذلك يجب علي الإعلام أن يخصص مساحة بارزة لشبابنا الناجح حتي يكون قدوة حقيقية فعالة في واقعنا, وهذا الواقع, لن يأتي إلا: بعقل مستنير, عقل يستوعب أولا معطيات واقعه.. ويدرك حدود امكانياته, ثم يحدد أهدافه, ويسير في تحقيقها مؤمنا بها أشد الإيمان, وقادرا علي اقناع الآخرين بما لديه, فنحن نري مانملك القوة لرؤياه وأننا كبار بقدر عقولنا. وإرادة فولاذية تستطيع أن تجعل هذه الأحلام واقعا معاشا, إن الإرادة هي التي سوف تحرك الأفكار الساكنة إلي قوة متحركة.. قوة إيجابية منتجة.. إن هذه الإرادة كامنة في داخلنا وليست خارجنا. نعم بعقل مستنير علينا أن نواجه الأزمة التي نمر بها, من تحليل لتلك الظاهرة, ورصد ونهج علمي في خطوات الحل علي المدي القريب وعلي المدي البعيد, وفي تطوير آليات العمل بروح عصرية غير تقليدية, حتي لا تتكرر هذه الأزمات. وبإرادة فولاذية سيكون عمر ولويس الصغير, ولويس الكبير, وخالد ومريم ومحمد رغم اختلافهم في الآراء والمواهب, وحبهم بعضهم البعض, يعملون تحت علم واحد, ومن أجل وطن واحد, بروح المواطنة المخلصة التي تريد لوطننا الغالي الخير والتقدم والتطور لكي يصبح الأفضل بين الأمم, لأن الازدهار هو الجدير بمصر. إننا جميعا يدا واحدة في مسيرة العمل الوطني من أجل تحقيق حلم المصريين في التنمية ورخاء المجتمع, يجب أن نحافظ علي استقرار هذا البلد الذي نحيا علي أرضه, يجب أن نحافظ علي النسيج الوطني لهذا الشعب مهما كانت الشدائد والأزمات.