ألقي حادث إطلاق النار في ولاية أريزونا الأمريكية بظلاله علي الأوساط الداخلية, حيث ما زالت النائبة الديمقراطية بالكونجرس جابرييل جيفوردز تصارع الموت. بعد أن أطلق مسلح النار عليها وسط مؤيديها في أحد أماكن التسوق المحلية في مدينة تاكسون.وحالة العضوة البالغة من العمر40عاما حرجة بعدما أصيبت برصاصة واحدة, ويشعر الأطباء بتفاؤل مشوب بالحذر بشأن احتمال بقائها علي قيد الحياة. وأعلنت دارسي سلاتن المتحدثة باسم المستشفي الجامعي في تاكسون بأريزونا أن النائبة الأمريكية جابرييل جيفوردز التي أصيبت برصاصة مباشرة في رأسها جراء إطلاق النار عليها أمس علي قيد الحياة, وخرجت من غرفة العمليات, ويشعر الأطباء بالتفاؤل في إمكانية تعافيها من الحادث.وأسفر الحادث الذي استهدف نائبة الحزب الديمقراطي عن مقتل6, بينهم قاض اتحادي, وإصابة أكثر من13 شخصا.وتعد ولاية أريزونا المحافظة- التي أصبحت جيفوردز نائبة عنها في الكونجرس للمرة الثالثة بعد معركة شرسة ضد مرشح حزب الشاي جيسي كايل- رمزا للانقسامات الحزبية الشرسة التي ميزت العام الماضي, بالإضافة إلي قوانين مكافحة الهجرة غير الشرعية, وارتفاع معدلات البطالة, وتدهور الاقتصاد الأمريكي. وفي أول رد فعل رسمي للبيت الأبيض, وصف الرئيس باراك أوباما حادث إطلاق النار بأنه عمل مشين, وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي: إنها مأساة لأريزونا, ومأساة لبلادنا كلها. وأضاف لا نملك حتي الآن كل الأجوبة.. ما نعلمه هو أن عملا عنيفا شائنا وفظيعا كهذا لا مكان له في مجتمع حر. وكلف أوباما مدير مكتب التحقيقات الاتحادي روبرت ميلر بالإشراف علي التحقيق. ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي إف.بي.آي. فيما إذا ما كان المشتبه به في إطلاق النار في ولاية أريزونا هو نفس الشخص الذي نشر بيان غير مترابط علي شبكة الانترنت اتهم فيه الحكومة بالسيطرة علي العقول, ويطالب بعملة جديدة يدعمها الذهب والفضة. وفي سلسلة لقطات مصورة علي موقع يوتيوب شكا شخص قال إن اسمه جاريد لي لوفنر من سيطرة الحكومة علي العقل والقوانين المتعلقة بالخيانة والعملة الأمريكية. وكتب الشخص في إحدي اللقطات المصورة التي تحتوي علي موسيقي فقط ونص كتب باللون الأبيض علي خلفية سوداء الحكومة تضمن السيطرة علي العقل, وتقوم بعمل غسيل مخ للناس عن طريق قواعد سيطرة. وقال مارك بوتوك وهو باحث في مركز قانون الفقر الجنوبي الذي يتتبع المتشددين ذوي الميول العنيفة: إن المنشورات لا تصف أي أيديولوجية سياسية متماسكة, ولم يكن لوفنر موجودا في بيانات المركز التي تضم جماعات كراهية وعنصريين. وأضاف: يبدو بالتأكيد كأنه احتد وفقد السيطرة علي أعصابه, لكن في نفس الوقت ينطق بعض العبارات البلاغية التي توحي إلي حد ما بحركة مناهضة للحكومة.. من الصعب معرفة ما الذي يشكل أيديولوجيته. وقال مسئول تنفيذ القانون إن مكتب التحقيقات كان يحاول التحقق مما إذا ما كان المشتبه به في إطلاق الرصاص, هو نفس الشخص الذي بث المقاطع المصورة. وفي مخطط للسيرة الذاتية علي الموقع كتب لوفر أنه حضر مدارس منطقة تاكسون, ويقول إن كتبه المفضلة تتضمن كفاحي لأدولف هتلر والمانيفستو الشيوعي الشهير لكارل ماركس, وطار فوق عش المجانين لكين كيسي.ومن جانبه, قال كلارنس دوبنيك قائد شرطة مقاطعة بيما إن المسلح المشتبه به في حادث إطلاق النار ليس مجنونا وإنما غير متزنوله ماض مضطرب. وقال دوبنيك إن المشتبه به وجه تهديدات بالقتل في الماضي, لكنها لم تتضمن تهديدا بقتل جيفوردز. وأضاف أن المشتبه به طرح أرضا بعد الحادث بعد أن استخدم مسدسا نصف آلي في إطلاق النار.وأضاف خلال مؤتمر صحفي أن السلطات تسعي إلي اعتقال رجل ثان يحتمل ضلوعه في الحادث. وألقي قائد شرطة المقاطعة باللوم علي السياسة التي كلفت البلاد الكثير بما في ذلك ما حدث في أريزونا. وقال ستيفن ريل الذي ساعد في كبح المشتبه به لشبكة سي.ان.ان التليفزيونية إن الشاب كان يرتدي ملابس رثة, لكن كان يبدو عليه التركيز, وهو يطلق النار بطريقة عشوائية وسط الحشد. وذكرت الإذاعة العامة الوطنية أن جيفوردز كانت تستضيف لقاء الكونجرس عند ناصيتك وهي تجمعات عامة تهدف منها إعطاء ناخبيها فرصة للتحدث مباشرة معها عندما هاجمها المسلح من علي بعد نحو متر. وأكد مسئولو تنفيذ القانون أن أعضاء الكونجرس تلقوا 42 تهديدا بالقتل أو بأعمال عنف خلال الشهور الثلاثة في2010, وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الحالات التي سجلت في2009. وأضافوا: أن معظمهم من الداعمين لقانون الرعاية الصحية, ومن بينهم جيفوردز.وكانت جيفوردز قد أعربت قبل إطلاق النار عليها أن أريزونا أصبحت عاصمة, وقبلة الأحكام المسبقة والتعصب الأعمي. وأرجعت الكراهية الشديدة لها إلي المحافظين, ومن بينهم المرشحة السابقة لنائب الرئيس الأمريكي سارة بالين التي وضعت مقعد جيفوردز علي قمة الأهداف خلال انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس. وسبب الحادث صدمة في واشنطن حيث أجل الكونجرس الأمريكي تصويتا مهما يتعلق بإصلاح الرعاية الصحية إلي وقت لاحق.وفي حادث آخر, أعلن مسئولون أن الصحفي البرتغالي البارز كارلوس كاسترو عثر عليه مقتولا وسط بركة من الدماء في فندق فاخر في مانهاتن,بينما أشارت تقارير إلي التحفظ علي شاب كان برفقته في مستشفي للأمراض العقلية. وقالت المتحدثة باسم الفحص الطبي ايلين بوراكوف إن الوفاة نجمت عن تأثير إصابات حادة في الرأس, وضغط علي الرقبة.