دعا البابا شنودة الثالث, بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, ابناؤه من الاقباط إلي الهدوء, مؤكدا انه السبيل إلي حل جميع المشكلات, وقال البابا, في مستهل لقاء خاص أذاعه التليفزيون المصري مساء أمس وأجراه الإعلامي عبداللطيف المناوي. ان المظاهرات التي اجتاجت القاهرة وشهدت خروجا عن النص ليست من الأقباط اطلاقا, فهناك الكثيرون من الذين ركبوا الموجة وهم بعيدون كل البعد عن المشكلة واشتركوا في الهتافات المسيحية وكان أسلوبهم بعيدا تماما عن القيم. وردا علي سؤال حول ما اذا كانت هناك قلة اندست وسط موجات الغضب قال البابا قطعا وهتافاتهم تجاوزت كل ادب وكل قيم ووصلت لأمور لا نرضاها ولا تصدر عن اي مسيحي أو مسلم اتسم بالخلق الكريم واضاف ان بعضهم استخدم العنف وهو ليس اسلوبنا, فمن المؤكد ان هناك عناصر اندست وتكلمت باسم الاقباط وهو بعيدون عن الاقباط. وقال البابا ان كل انسان يجب ان يحسب ردود افعال تصرفاته لأنه بالانفعال ربما يخسر قضيته وحقوقه. وأكد البابا ان ابناء مصر اقباطا ومسلمين يكونون نسيجا وطنيا واحدا وقدم تعازيه لابنائه الاقباط قائلا: اعزيكم من كل قلبي علي هذا الحادث الأليم واوكد لكم ان ألامكم هي آلامي وان هناك20 من البررة ذهبوا جميعا بدون أي ذنب في اثناء الصلاة واشعر انهم جميعا ذهبوا إلي الفردوس. وقال البابا انه تلقي العزاء من شيخ الأزهر ووزير الأوقاف ومفتي الجمهورية و10 من الوزراء المصريين إلي جانب شخصيات منها الرئيس اللبناني ومفتيا لبنان والقدس. وردا علي سؤال حول ما اذا كانت هذه الضربة موجهة إلي مصر أم إلي الاقباط فقط قال انها أول مرة تحدث فيها مثل هذه الضربات وهو ما احدث فزعا كبيرا في قلوبنا وان مصر كلها شعرت بأن هناك كارثة قد حدثت وان ما اصاب الأقباط اليوم يمكن أن يصيب المسلمين غدا.وأضاف البابا أن الكارثة جمعت بنا جميعا وان هناك عدوا مشتركا يريد ان يزلزل سلام هذا الوطن ونحن لانقبل هذا اطلاقا وانا اشكر كل المسئولين الذي تحركوا فورا لاستيعاب الموقف, خاصة الخدمات الطبية التي وفرت الطائرات المجهزة لانقاذ المصابين. وردا علي سؤال حول كيفية قطع الطريق علي هذه الفتنة؟ قال قداسة البابا ان الدولة عليها واجب في هذا الأمر وهو ان تدرس جيدا مشاكل الاقباط وتحلها فيجب ألا تكون هناك مشكلة عند طرف وتترك لتتفاقم فحل المشكلات يسهم في إيجاد الهدوء وتصحيح المشاعر.