اليوم الخميس, يزاح الستار في مدينتي منوف عن تمثال يقام عند المدخل الجنوبي لبطل مصري حقق إنجازا عسكريا فريدا, كان زميل دراسة في مدرسة منوف الثانوية, اكبره بثلاثة أعوام, النقيب بحري احمد شاكر عبد الواحد القارح الذي تمكن في الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر يوم السبت21 اكتوبر عام1967 من توجيه ضربة قاتلة الي المدمرة الاسرائيلية إيلات, فور دخولها الي المياه الاقليمية المصرية علي مسافة14 ميلا من مدينة بورسعيد, بصاروخين من طراز ستايكس اطلقهما من فوق زورقه الحربي في عملية فداء شجاعة, اصاب اولهما بدن المدمرة عند المنتصف تماما, واصاب الثاني غرفة المحركات علي نحو مباشر شل قدرة المدمرة علي الحركة التي اشتعلت فيها النيران وظلت في موقعها ترسل اشارات استغاثة طلبا للنجدة الي ان تمكن زورق حربي مصري ثان من توجيه صاروخين اخرين الي المدمرة المشتعلة بعد اقل من ساعتين, اصاب اولهما مخزن الذخيرة وتسبب الثاني في انشطار المدمرة التي غاصت في البحر خلال دقائق معدودات. كنت اعرف النقيب بحري احمد شاكر عن قرب, كان شابا هادئا خجولا ينتمي لاسرة طيبة من تجار المدينة, يحظي والده باحترام جم, وكان يكبر بعامين شقيقه الاصغر ابراهيم فوزي الذي اصبح وزيرا للصناعة, لكن نجاح شاكر في تدمير ايلات ظل مصدر فخر لمدينتي التي ظلت تحيط بطلها بالتقدير والاكبار الي ان رحل عن عالمنا في يوليو عام73 بعد صراع طويل مع المرض, خفف من معاناته حجم الانجاز العسكري الضخم الذي تحقق بفضل شجاعته ورجولته. لان سقوط إيلات جاء بعد اربعة اشهر فقط من هزيمة67 ليزيد من آمال المصريين في امكانية صد العدوان ودحر الهزيمة, ولان سقوط إيلات كان في حد ذاته تارا لعملية اختطاف المدمرة المصرية ابراهيم امام سواحل حيفا التي لعبت فيها المدمرة الاسرائيلية دورا مهما, ولان سقوط ايلات كان بداية رؤية استراتيجية جديدة غيرت مسار المعارك البحرية, لانها اثبتت ان في وسع قطعة بحرية صغيرة توجيه ضربة قاتلة لأ-كبر قطعة بحرية ان تم تخطيط عملية الهجوم بما يضمن تحقيق المفاجأة, لكن الشرط الاهم هو شجاعة قائد الزورق في الاقتراب من الهدف الكبير الي ان يصبح في مرمي النيران.