أعتقد أن الزيارة المبكرة- التي قام بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلي بغداد تأييدا لحكومة الوحدة الوطنية التي تشارك فيها كل القوي السياسية العراقية, التي خرجت إلي الوجود بعد مخاض صعب استمر تسعة أشهر- تمثل خطوة مهمة علي الطريق الصحيح, لأن العراقيين يواجهون والقوات الأمريكية علي وشك الرحيل تحديا مصيريا يتعلق بمستقبل العراق, وهل يتجه إلي الاستقرار والأمن والحفاظ علي وحدته, أم يتفكك وينتحر وتأكله الحرب الطائفية والأهلية التي يمكن أن تنشب من جديد؟!., وأظن أن العراقيين لا يملكون وقد أصبحوا المسئولين الأول عن أمن بلادهم ومصيره سوي اجابة واحدة تملي علي كل الأطراف الحرص علي نجاح حكومة الوحدة الوطنية, أيا كانت نقائصها, وسد الفراغ الذي يمكن أن ينشأ بسبب رحيل القوات الأمريكية, الذي تأمل جماعات الإرهاب أن تستثمره كي تحيل العراق إلي قاعدة تصدد العنف إلي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولأن العراق يواجه بالفعل خيارا مصيريا, يصبح من واجب العرب مساندة كل جهد عراقي يستهدف الحفاظ علي وحدة العراق, وتخليصه من شراذم جماعات الإرهاب التي دخلت العراق بدعوي قتال المحتلين الأمريكيين, لكنها لم تتورع عن اشعال فتيل الحرب الطائفية بين السنة والشيعة, ولم تتورع عن ارتكاب أخس الجرائم كي توقع بين المسلمين والمسيحيين علي امتداد ساحة الشرق الأوسط. وأظن أن من واجب كل الدول العربية التي تشارك العراق حدوده البرية أن تغلق فرص تسرب هذه الجماعات إلي العراق بالضبة والمفتاح, لأن المشكلة لم تعد الآن مقاومة المحتلين الأمريكيين ولكنها تتعلق بمصير العراق, الذي يمكن أن يتمزق إربا ليظل قاعدة وملاذا لجماعات الإرهاب! وقد يكون أول مهام القمة العربية التي تقرر أن تعقد في العراق صياغة علاقات جديدة بين العراق وعالمه العربي, تتسع لحوار عربي ايراني تركي, يركز علي أهمية الحفاظ علي وحدة العراق الهدف الذي تلتزم به القوي الإقليمية الثلاث.