ولد الإمام الدكتور محمد حسين الذهبي بقرية مطوبس إحدي قري محافظة كفر الشيخ في عام1914 وتلقي تعليمه الأولي بها ثم التحق بالأزهر الشريف وكان الأول دائما علي دفعته حتي حصل علي الشهادة العالمية من كلية الشريعة عام.1940 وفي عام1944 حصل علي درجة الدكتوراه في التفسير والحديث ثم تدرج في وظائف التدريس بالازهر الشريف, حيث عمل استاذا بكلية الشريعة والقانون. وفي عام1968 أعير لجامعة الكويت استاذا لمادتي التفسير الحديث وعاد إلي مصر عام1971 ليعمل استاذا بكلية اصول الدين ثم اختير عميدا للكلية عام1973, وفي عام1974 اختير امينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية ولم يمض عليه في هذا الموقع سوي عام واحد. وتم اختياره وزيرا للاوقاف وشئون الازهر في عام1975, وعندما عين وزيرا كان يرفض دائما تعيين حرس خاص علي باب منزله, وكان بيته يتحول كل ليلة الي ملتقي إسلامي تدار فيه ندوات دينية مفتوحة يحضرها من يريد دون ان توجه دعوة للحضور. وقد ظل الدكتور الذهبي وزيرا للاوقاف حتي تغيرت الوزارة في نوفمبر1976 فعاد استاذا متفرغا بكلية اصول الدين. نال الدكتور محمد حسين الذهبي العديد من مظاهر التقدير والتكريم, وقد منحه الرئيس السادات وسام الجمهورية عام1977 تقديرا لجهوده الرفيعة لرفع راية الإسلام ومحاربة التطرف في شتي أنواعه. فقد تولي الدكتور الذهبي مهام مسئوليته في فترة السبعينيات التي كانت تعج بالتيارات التي تدعي الإنتماء إلي الإسلام وتتخذ منه ستارا لأغراضهم وأهدافهم السيئة. وكانت تتلخص آراؤه في ان الإسلام ينتشر بالدعوة الهادئة والاقناع وليس بالإرهاب وان تطبيق الشريعة الإسلامية هو الحل للمشاكل الإجتماعية بكل ابعادها الخلقية والسياسية والاقتصادية, وكان يري انه لابد من تنقية الفكر الإسلامي من البدع والخرافات والضلالات بعد ان اصبح صوت الخرافة اقوي من صوت الحقيقة. وللشيخ الذهبي مؤلفات عديدة منها التفسير والمفسرون, والوحي والقرآن الكريم, والإسلام والديانات السماوية. استشهد الشيخ الذهبي علي أيدي احدي الجماعات الارهابية في4 يوليو1977, وقد كان رحمه الله مثالا اعلي للشرف والنزاهة فلم يستغل منصبه في اي منفعة شخصية, فهو آثر مواجهة الفساد بكل انواعه ليس امنيا او عسكريا ولكن بالحوار الهادئ وبالمنطق وشرح حقيقة الإسلام كما هي وليس تبعا لاهواء البعض.