احتضن الأبوان طفليهما فرحة(6 سنوات) وأحمد( عامان) لتعويضهما بالدفء وإشعارهما بالأمان من البرد القارص والرياح العاتية في موجة الطقس السيئ التي اجتاحت البلاد منتصف الأسبوع الماضي. ولأن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن فقد غط الأبوان في نوم عميق بعد أن هدأ الطفلان وكفا عن الصراخ ليستيقظ الأبوان علي الفاجعة بعد أن تسبب ارتفاع وانخفاض التيار الكهربائي في حدوث ماس كهربائي ليشتعل المسكن أثناء نومهم ويتفحم الطفلان ويصاب الوالدان بحروق خطيرة. ومنطقة القطا الصحراوية التي شهدت أحداث المآساة هي احدي مناطق إمبابة النائية, حيث يروي سكان المنطقة والجيران المأساة فيقول محمود سعد أحد شهود الواقعة إنه وزوجته استيقظا يوم الأحد الماضي علي صوت صراخ الجيران بعد احتراق منزل جارهما نصر إبراهيم أحمد(38 سنة) وزوجته سعاد أحمد(32 سنة) اللذين يعملان أجيرين بالمزارع فسارع الجيران باحضار المياه في محاولة منهم للسيطرة علي الحريق وذلك لصعوبة وصول سيارات الاسعاف والاطفاء إلي المنطقة وحاول سكان المنطقة السيطرة علي الحريق حتي لايصل إلي باقي المنازل المجاورة. وكانت الفاجعة بأننا وجدنا الطفلين أحمد وفرحة متفحمين تماما ولم يتبق منهما ملامح تذكر بينما أصيب الأبوان بحروق خطيرة وكانت الأم تصرخ وتنادي علي طفليها لكن دون جدوي. ويرقد الوالدان بالمستشفي ولايعلمان أنهما فقدا فلذات كبديهما حيث دخل الأب في غيبوبة لم يفق منها حتي الآن بينما تصرخ الأم مرارا وتكرارا منادية بأعلي صوتها علي طفليها لتفيق من غيبوبتها وتدخل في غيبوبة جديدة. ويتساءل السكان هل هذه سوف تكون الواقعة الأخيرة أم أن الكهرباء سوف تغتال أبناءهم فقد أصبح سكان القرية في حالة ذعر ورعب بعد احتراق تلك الأسرة, ولسان حالهم يقول الدور القادم سوف يكون علينا أم ستكون هذه هي آخر المآسي. الواقعة شهدتها قرية القطا عندما تلقي اللواء أحمد عبد العال مدير مباحث أكتوبر اخطارا بنشوب حريق داخل منزل وعلي الفور توجه العقيد عبد الوهاب شعراوي رئيس فرع البحث الجنائي لشمال أكتوبر والمقدم عماد فتحي رئيس مباحث مركز إمبابة وتم السيطرة علي الحريق ونقل الجثتين إلي مشرحة المستشفي وهنا كان قرار النيابة التصريح بدفن الجثتين بينما لم تتمكن النيابة من سؤال الوالدين اللذين أصيبا بغيبوبة بعد وقوع الحادث.