1- يدفعني تلويح الرئيس الفلسطيني محمود عباس' أبو مازن' باتخاذ قرار بحل السلطة الفلسطينية إذا استمرت إسرائيل في موقفها المعادي لأبسط استحقاقات عملية السلام تحت سمع وبصر الإدارة الأمريكية إلي طرح سؤال ضروري. هو: هل بقي شيء من اتفاقيات أوسلو التي قامت السلطة الفلسطينية علي أساسها... وإذا كان صحيحا أن هذه الاتفاقيات قد ماتت وشبعت موتا.. فمن هو الجاني الذي أطلق عليها الرصاص؟ لو أن عربيا أو فلسطينيا قال إن إسرائيل هي المسئول الوحيد عن موت هذه الاتفاقيات لجري التشكيك في رأيه ولكن عندما تقول ذلك شخصية إسرائيلية مرموقة في وزن الباحث الأكاديمي إيلان بيب أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا, فإن الأمر يحتاج إلي وقفة تأمل ربما تساعد علي فهم وتفسير حقيقة وجوهر الموقف الإسرائيلي الذي بدا سافرا في رفض تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر واضطرار الإدارة الأمريكية الي الاعتراف صراحة بعجزها عن إقناع إسرائيل بأهمية هذه الخطوة التي كانت في الأساس مقترحا أمريكيا!. في كتاب صدر قبل عدة سنوات ضمن مطبوعات جامعة كمبردج البريطانية وتحت عنوان مثير وجذاب هو: أرض واحدة وشعبان.. عن تاريخ فلسطين الحديثة, يشرح مؤلف الكتاب إيلان بيب قصة هذه الاتفاقيات وكيف تلاعبت إسرائيل بها قبل وبعد التوقيع عليها. وبكل وضوح يتهم المؤلف إسرائيل المدعومة بقوة من جانب أمريكا بكامل المسئولية عن عدم تنفيذ ما ورد بهذه الاتفاقيات من استحقاقات رغم كل ما تضمنته من إجحاف وظلم بأبسط الحقوق المشروعة للفلسطينيين. إن اتفاقيات أوسلو كما يري إيلان بيب جري توقيعها في ظروف غير مواتية بالنسبة للفلسطينيين الذين اضطروا للقبول بها بعد أن خسرت منظمة التحرير الفلسطينية الدعم والتعاطف العربي نتيجة تأييدها لصدام حسين, عندما غزا الكويت في أغسطس1990 ومن ثم كان طبيعيا أن تقبل المنظمة بدفع ثمن باهظ وأن ترضخ للتنازلات التي أصر عليها اسحق رابين وشيمون بيريز لقد استطاعت إسرائيل أن تفرض شروطها علي الفلسطينيين في أوسلو خلال مراحل التفاوض ثم خلال مراحل البدء في التطبيق حيث كانت إسرائيل تنفذ فقط ما تعتقد أنه يلبي مصالحها فقط, معتمدة في ذلك علي أن الفلسطينيين سيحتجون ويصرخون ثم سرعان ما يقبلون بما تقرره إسرائيل لأن ظهرهم غير مسنود وموازين القوي علي الأرض غير متكافئة بالمرة. وهكذا لم يعد هناك أدني شك في أن تفسير إسرائيل لاتفاقيات أوسلو يتلخص في دولة يهودية قوية تسيطر علي محمية فلسطينية ضعيفة لا تملك أي سيادة حقيقية علي القدس وليس بمقدورها أن تطالب بحل لمشكلة اللاجئين. وغدا نواصل الحديث *** خير الكلام: ** لن تكتشف ما تملكه من إمكانيات وقدرات إلا إذا حاولت! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله