كان أهل المدينة ينتظرون رسول الله صلي الله عليه وسلم كل يوم حتي تحمي الظهيرة, ثم تمضي الساعات فإذا يئسوا من قدومه في ذات اليوم انصرفوا مع مغيب الشمس.وانتظره الناس يوم وصوله حتي حميت الشمس واشتد الحر وكادوا يقولون ما يقولونه كل يوم. لولا أن يهوديا صعد إلي جبل قريب ودقق النظر وصاح يبشر أهل المدينة: هذا صاحبكم قد جاء.. هذا جدكم الذي تنتظرون. ونورت وجه المدينة فرحة لم تعرفها من قبل. انطلق الرجال في التكبير, وأنشدت النساء والأطفال, وأسرع الأنصار إلي خيلهم يستحثونها لاستقبال الرسول. ودخل النبي صلي الله عليه وسلم المدينة مع صاحبه أبي بكر, ولم يكن أغلب أهل المدينة قد رأوه من قبل.. ومن فرط تواضعه صلي الله عليه وسلم كان النبي منحنيا علي راحلته يحمد الله أن وصل أخيرا الي وطن الإسلام الجديد. وراحت النساء ينظرون الي القادمين ويتصايحن من فوق أسطح البيوت ويسألن: أيهم هو؟ وراح أهل المدينة يتجاذبون زمام راحلته ويحاولون استضافته في بيوتهم. وتحدث الرسول أن يتركوا الناقة لأنها مأمورة وموجهة, ومضت الناقة تسير حتي توقفت في أرض لبني عمر بن عوف فأقام فيها الرسول أسبوعين.. وكان أهم ما فعله في هذه الفترة هو تأسيسه لمسجد قباء.. أول مسجد يقام في دولة الإسلام, وهو مسجد تحدث الرسول عن صفته وكرامته فقال إن من تطهر في بيته ثم أتي مسجد قباء وصلي فيه ركعتين كان له ذلك كأجر عمرة. المزيد من أعمدة أحمد بهجت