برقيات دبلوماسية أمريكية كانت من بين تسريبات موقع ويكيليكس الأخيرة والتى تشير إلى أن قناة "الجزيرة" الإخبارية تغير تغطيتها بما يتماشى مع السياسية الخارجية القطرية وهو ما يتناقض مع سياسة القناة المعلنة بأنها مستقلة ، رغم حصولها على دعم مادي كبير من الدولة ، ووفقا لبرقيات السفارة الأمريكية ، التي نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية جوانب منها اليوم فإن قطر تستغل القناة ك"ورقة مساومة" في مفاوضاتها الخارجية من خلال تطويع تغطيتها لتناسب زعماء الدول الأخرى وعرض تخفيف تقاريرها التي تنطوي على الكثير من الانتقاد مقابل الحصول على تنازلات كبيرة. وذكرت الصحيفة أن أمير قطر سبق أن أعلن رفضه مطالب أمريكية باستغلال نفوذه لتخفيف تغطية القناة ، إلا أن برقية تحمل تاريخ نوفمبر من العام الماضي توقعت أن يتم "استغلال القناة كأداة مساومة لإصلاح العلاقات مع الدول الأخرى ، خاصة تلك التي ساءتها تقارير القناة ، بما في ذلك الولاياتالمتحدة" على مدار الأعوام الثلاثة المقبلة. وفي فبراير أبلغت السفارة واشنطن بأن العلاقات بين قطر والسعودية "بدأت عموما في التحسن بعدما خففت قطر من حدة انتقادها للأسرة المالكة في السعودية على شاشة قناة الجزيرة". واوضحت الصحيفة مثالا واضحا لخدمة القناة للمصالح السياسية ببرقية حيث قالت أن السفارة الأمريكية في الدوحة زعمت أن الشيخ حمد قال للسيناتور الأمريكي جون كيري أنه عرض صفقة على مصر تتضمن وقف تقارير القناة من مصر في مقابل أن تبدل القاهرة موقفها من المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية" فى حين ان مصر لم ترد على ذلك . وعلى جانب آخر ، ذكرت الصحيفة أن متحدثا باسم القناة نفى هذه المزاعم ، ووصف التسريبات بأنها لا تعدو كونها "تقييم من السفارة الأمريكية وبعيدة كل البعد عن الحقيقة". وأضاف أنه "رغم الضغوط التي تتعرض لها القناة ، فإنها لم تغير أبدا سياساتها التحريرية الجريئة التي تقوم على أساس مبادىء الصحافة الحرة". ورفضت السفارة القطرية في لندن التعليق على التقرير.