قرية قاي التابعة لمركز أهناسيا بمحافظة بني سويف تعد من أكثر القري التي لها جذور تاريخية وحضارية في التاريخ المصري القديم وخاصة في عصر الأسرتين التاسعة والعاشرة. التي حكمت مصر في هذه الفترة وكان مقر الحكم هو مدينة أهناسيا التي كانت عاصمة مصر الفرعونية آنذاك وأطلق أسم قاي علي أسم الملكة آي. وتم اكتشاف لوحة حجرية منذ عشر سنوات توضح وجود معبد لرمسيس الثاني بالقرية. أما القرية في عصرنا الحديث فيبلغ تعدادها حوالي22 ألف نسمة وتبعد عن مدينة أهناسيا بحوالي7 كم ومدينة بني سويف بحوالي18 كم وتقع علي طريق بني سويفالفيوم ويعتمد أهلها علي حرفة الزراعة والتجارة. ومنذ زمن قليل اتجهت فتيات ونساء القرية إلي حرفة جديدة تعود لمجد أجدادهن الفراعنة وهي حرفنا الرسم علي ورق البردي حيث قامت جمعية تطوير القرية وحماية المستهلك بقاي بإستعادة مجد القرية القديم والمؤثر في التاريخ الفرعوني عن طريق فتح مركز للتدريب علي الرسم الفرعوني علي ورق البردي وذلك بالتعاون مع مؤسسة بست ببني سويف وقامت الجمعية بإعطاء دورات تدريبية متعددة في هذه الحرفة العريقة وقامت الجمعية بإعطاء دورات تدريبية متعددة في هذه الحرفة العريقة والنادرة وتوابعها لفتيات القرية مثل التدريب علي طباعة الرسم علي أوراق البردي والتحبير والرش وخلافه من المراحل التي تمر بها ورقة البردي ونتيجة للإقبال الشديد من الفتيات بالقرية علي هذه الحرفة. قامت الجمعية بعمل التدريب علي زراعة البردي بالأستعانة بأساتذة وعلماء من كلية الزراعة وأصبحت هذه الحرفة السائدة بالقرية. يقول رأفت هلال صابر رئيس مجلس إدارة جمعية تطوير القرية عن فكرة فتح هذا المرسم لهذه الحرفة النادرة أردنا استعادة تاريخنا القديم وإتاحة فرص عمل لكثير من فتيات القرية ويعمل حاليا بهذا المرسم حوالي120 فتاة ومنهن من تعمل بالمرسم ومنهن من تأخذ معها أوراق البردي للمنزل ثم تعيدها بعد رسمها مقابل أجر علي الورقة أو اللوحة يتراوح ما بين300 إلي700 جنيه شهريا علي حسب كمية الأوراق التي تقوم الفتاة برسمها وتلوينها. وتؤكد مني محمد صابر( مدربة بالمرسم) أنها تقوم بتدريب الفتيات المستجدات يوميا من الساعة الثالثة مساء الي التاسعة وتتقاضي علي ذلك راتب600 جنيها شهريا وقد تعلمت هذه الحرفة منذ عشر سنوات بأجر رمزي حتي أصبحت الآن مدربة بالمرسم في القرية. وتضيف أسماء عبدالتواب( طالبة بكلية الآداب) إنها تقوم بالعمل بالمرسم في الفترة المسائية لتنفق علي دراستها وأسرتها وخاصة بعد افتقاد والدها عائل الأسرة. وتقول إيمان ربيع عبدالعزيز إنني قد يئست من الحصول علي فرص عمل في القطاع الحكومي أو القطاع العام لأساعد زوجي علي أعباء الحياة والآن ازداد دخلنا والحمد لله وأصبحنا قادرين علي الإنفاق علي المنزل وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار ولكننا نطالب بأن يكون لنا معاش تأميني مثل العاملين بالحكومة. كما تضيف إيمان عبدالستار ربة منزل: إنني تعلمت هذه الحرفة في مرسم الجمعية لمساعدة أسرتي لعدم مقدرة زوجي علي العمل لظروف خاصة, وتؤكد أنوار ربيع صادق: أنني وزوجي حاصلان علي مؤهلات متوسطة وكنا لا نعمل لعدم القدرة علي الحصول علي فرصة عمل ولكن المرسم أتاح لنا فرصة كبيرة للدخل.