"بنى سلامة" قرية لا تبعد عن العاصمة سوى 50 كيلومتراً، لكنها بمستوى خدماتها وظروف أهلها تكاد تبعد عنها ب 100 سنة ضوئية!! .. "الأهرام" دخلت القرية، وتحدثت مع الأهالى والمسئولين بها. شاهدنا وسجلنا بالكلمة والصورة واقعها المؤلم والأمل الكامن فى قلوب سكانها.. وعلى بُعد مترات من مدخل القرية وبالتحديد بالقرب من أحد فروع ترعة رياح البحيري المليء بالقاذورات التي لا تعد ولا تحصى ألتف حولنا أهالي قرية "بني سلامة" الواقعة بمحافظة 6 أكتوبر ،قالوا: منذ سنوات ونحن نعيش بصبر أيوب ظروفًا في منتهى الصعوبة والقسوة أبسطها طفيليات بطول الإصبع نجدها عند فتح صنابير المياه في منازلنا بشكل يومي من الساعة 8 مساء وحتى الساعة 8 صباح اليوم التالي على أقل تقدير ،مما جعلنا لا نستفيد شيئا من وجود المياه بمنازلنا ،وجعل اعتمادنا الكلي على تخزين المياه في الجراكن من أحد ماكينتي الري الكهربائيتين الموجودتين عند مزارعين بالقرية لأنهما الأكثر نقاء للحفاظ على سلامة وصحة أبنائنا!!. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فمن يعاني منا حالة مرضية حرجة لا يجد أيضا من يسعفه بعد الساعة 8 مساء موعد إغلاق الوحدة الصحية إلا لو كان يملك نقودا تساعده على العلاج الخاص ومن لا يملك تكون المستشفى المركزي بأوسيم التي تبعد عنا نحو 50 كيلو متراً هي الأقرب، في ظل عدم وجود مواصلات بالأساس لنقل المواطنين إلى مصالحهم وأعمالهم فما بالك بالمريض ،حيث نضطر للوقوف أحيانا بمدة لا تقل عن نصف ساعة لمحاولة ركوب إحدى سيارات نصف النقل أو الميكروباص المكتظ بالركاب قبل مروره على القرية وكل ما سبق بجوار أزمة التعليم التي بلغت ذروتها متمثله في اكتظاظ الفصل الواحد بما لا يقل عن 70 طالبا كل 5 منهم يتجاورون في مقعد واحد في ظل احتمالات عودة أزمة أنفلونزا الطيور والخنازير مرة أخرى في فصل الشتاء.. فهل من مجيب؟! على عكس العادة الغالبة على بعض المسئولين اعترف عزت الجبالي رئيس المجلس الشعبي المحلي بالقرية بكل ما أشار إليه الأهالي وعلق بقوله: بالفعل أثبتت معامل وزارة الصحة أن المياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي ،ولتلافي الضرر الواقع على الأهالي قمنا بتخصيص قطعة أرض لإنشاء محطة شرب جديدة استلمتها الشركة القابضة لمياه الشرب منذ 3 سنوات ،ولكن _للأسف_ تقوم بتشغيل المحطة الجديدة لمدة 12 ساعة فقط! ثم تغلقها وتشغل المحطة القديمة التي تضخ مياهها المليئة بالرواسب في ذات المواسير التي تصل للمنازل!!.. وذلك جعل الأهالي لا يستفيدوا شيئا منها خاصة الموظفين وطلبة المدارس الذين ينزلون من بيوتهم قبل الساعة ال 8 صباحًا ،وقد خاطبنا على مدار السنوات الماضية ومازلنا جميع المسئولين من شركة المياه لوزير الصحة وصولاً لمحافظ الإقليم بشكاوي عديدة مصحوبة بالتقارير الرسمية التي تثبت نصًا بأن المياه لا تصلح للاستهلاك الآدمي إلا انه لم يأتي لنا ردًا يعيننا على تلك المشكلة حتى الآن!!.. وبالنسبة للوحدة الصحية فنملك مبنى من ثلاثة طوابق على أحدث طراز ،كان إنشاؤه فرحة للأهالي لكنها فرحة ما تمت، إذ لم يستخدم منه سوى طابق واحد يقتصر على تقديم الخدمات العلاجية البسيطة فقط مع بعض أدوية الكحة والأسبرين وما شابه ذلك.. أما الطابقان الآخران فلا يستخدمان وإنما متروكان للإهمال والزمن رغم توافر أكثر من 40 سريرًا في عنابر مجهزه للحجز الداخلي بجانب تخصيص غرفة للعمليات بهما مجهزة بالتكييف!!.. ومع هذه الرعاية التي لا تكفي احتياجات المواطنين بالقرية وكثرة الحوادث الواقعة بالطريق العام (المناشي – الخطاطبة) ،اتجهنا بمراسلات للسيد محافظ 6 أكتوبر مذكرين بالوعد الذي قطعه لنا في عام 2007 عند افتتاح المبنى ومطالبين بالتنفيذ من حيث تعديل مسمى الوحدة الصحية إلى مستشفى مركزي كي يتوافر لدينا الأطباء المتخصصين وسيارة إسعاف تنقل المرضى المحتاجين للعناية نظرًا لبعدنا عن المستشفيات العامة التي نتبعها.. ولكن مازال الوضع على ما هو عليه!!.. وعن مشاكل التعليم يشير رئيس المجلس الشعبي المحلي بأنها بلغت فعليًا ذروتها والتي وصلت لدرجة بناء فصول تحت السلالم لاستيعاب أعداد الطلبة المتزايدة في وقت تتوفر فيه قطعة أرض مدارس منذ سنوات تسلمتها هيئة الأبنية التعليمية العام الماضي لإنشاء مدرسة عليها بعد سجال من المخاطبات والتوصيات، ومع هذا ظل المشروع محلك سر.. هكذا تركنا القرية التي عدلت مقولة الزعيم مصطفى كامل وحولتها إلى "لا يأس مع الحياة .. ولا حياة لمن تنادي" ،لنترك الأمر بيد المسئولين ونحن على ثقة بأنهم لن يتركوا تلك الأمور مثلما شاهدناها رأفة بحال الأهالى.