الثقافة الجنسية ضرورية لأطفالنا لحمايتهم ممن يحاولون استغلال براءتهم وطفولتهم أسوأ استغلال بعد ان شهد المجتمع العديد من وقائع الاعتداء الجنسي علي أطفال ابرياء وانتهاك حرمة جسدهم. والمقصود بالثقافة الجنسية كما توضحه أميرة بدران خبيرة اجتماعية ومستشارا نفسيا هو انها بداية لتوجيه الطفل للعلاقة بينه وبين هذا الجزء من جسده بطريقة طبيعية وتلقائية يتفهمها وكذلك وضع حدود لتعامل الاخرين معه وتبدأ منذ سن العامين أو العامين ونصف. والثقافة الجنسية السليمة تقرر مستقبل الابن جنسيا وسلوكه تجاهه وتجعله يتفادي الكثير من المشكلات التي قد يتعرض لها منذ صغره, لذلك فهي تنصح بأن تبدأ التربية الجنسية للابن مع بداية القدرة علي التمييز فلابد ان نرسخ لديه مفهوم الخصوصية وعدم جواز اطلاع أي شخص علي هذا الجزء من جسده مهما كان السبب ومهما كان الشخص الذي يتعامل معه علي درجة من القرابة, ونرسخ لديه كذلك في تلك السن ضرورة التمييز بين البنت والولد, ونوضح له بشكل غير مباشر إن الحديث حول تلك الأمور حديث خاص جدا بيننا وبينه نتناوله ولكن ليس علي الملأ امام الناس أو في حضورهم فينشأ الطفل واعيا لفكرة الخصوصية فيصعب علي أي شخص ان يتحرش به. وتؤكد أميرة بدران أهمية الا تكون هذه التربية بشكل مباشر لأننا نلاحظ أن هذه السن هي سن الفضول وبداية الرغبة لدي الطفل للاستقلال واثبات الذات وهو ما تسميه الامهات بسن العناد. والحوار المتواصل بين الاباء والابناء منذ الصغر هو الذي يحميهم وهو الذي يجعل الاباء دائما مرجع لهم لاستقاء هذه المعلومات دون خجل. النصيحة الأخيرة هي ضرورة ان يتعود الطفل علي حكي أي شيء يحدث له دون خوف ولا يتحقق هذا الا اذا شعر بالحب والحنان مع والديه.