أكد خبراء أسواق المال والاستثمار أن تداعيات أزمة ديون ايرلندا بعيدة تماما عن البورصة المصرية, خاصة وأن الازمة التي بدأت نواتها الاولي في العاصمة الايرلندية دبلن, كانت في قطاع البنوك. وأوضح الخبراء أنه لا توجد علاقات قوية بين البنوك المصرية والايرلندية وهو ما يبعث علي طمأنة المتعاملين في سوق المال. وأشار الخبراء إلي أن أسواق المال في أوروبا أستوعبت الصدمة الاولي للازمة بعد إعلان الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي عن وضع خطة إنقاذ لدبلن بنحو15 مليار يورو خلال الفترة من2011 وحي.2014 ويعزز هذا الاتجاه تعاملات المستثمرين الاجانب في البورصة المصرية والتي سجلت صافي شراء منذ بداية العام وحتي الآن نحو7.5 مليار جنيه, مما يعزز ثقة الاجانب في سوق المال المصري. ويوضح هاني توفيق رئيس مجلس ادارة الأتحاد العربي للملكية الخاصة أن الأزمة المالية في ايرلندا بدأت نواتها الاولي في قطاع البنوك وأمتدت تداعياتها السلبية إلي الأقتصاد بشكل عام. ويشير الي أننا خارج نطاق هذه الازمة, لأنه لاتوجد علاقة قوية بين الجهاز المصرفي المصري والبنوك الايرلندية وبالتالي فالتأثير السلبي لهذه الازمة لن يمتد الي القاهرة. ويضيف أن الصدمة الاولي لأزمة دبلن تم أمتصاصها من جانب الاتحاد الاوروبي أثر الاعلان عن الحزم المالية التي سيتتم توجيهها الي دبلن لانتشال أقتصادها من أزمته المالية. وينوه الي أن المخاطر المحتملة تتمثل أمتداد أثر الازمة الايرلندية الي أسواق المال الاوروبية, وهو أحتمال ضعيف جدا يصل الي مرحلة الانعدام, لان أي تأثير سلبي علي أسواق أوروبا سوف يمتد أثرة الي الاسواق العالمية الاخري وبالتالي نتأثر في مصر. ويؤكد أن المخاطر تكمن في تأثر أقتصاديات دول مثل أسبانيا والبرتغال, خاصة وأنها أقتصادات كبيرة, مشيرا الي أن أقتصادي اليونان وايرلندا معا يساويان نحو خمس حجم الاقتصاد الاسباني, وهذه النقطة تظهر ضآلة حجم الازمة في هذه الدول, فيما يطمآننا الي حد كبير بأننا بعيدون عن تداعياتها. ويضيف توفيق أن هناك مدرسة تقول أن عام2010 له طبيعة خاصة لانه بين موجتين الاولي هي عام2009 والمعروف بعام أزمة الرهن العقاري, والموجة الثانية عام2011 وهو عام أفلاس العديد من المصارف في أمريكا, لذلك فالمخاوف من القادم وليس ما يثار حاليا, وعلي الرغم من ذلك فالسوق الامريكي يواصل صعوده متجاهلا كافة التوقعات بأن توابع مدرسة شيكاغو والخاصة بالازمة المالية مازلت مستمرة. ويشير الي أن ما يحدث في سوق المال الامريكي يوضح عدم دقة مقولة' البورصة مرآة الاقتصاد' فالاسهم في صعود علي الرغم من هشاشة الاقتصاد. ويري شريف كرارة العضو المنتدب بالمجموعة المالية هيرمس أن أنه لاتوجد أي تأثيرات سلبية علي البورصة المصرية نتيجة أزمة ديون أيرلندا. ويوضح أن المستثمرين في كافة أنحاء العالم يبحثون عن أسواقا آمنة للاستثمار فيها, والسوق المصرية من هذه الاسواق وخير دليل علي ذلك مشتريات الاجانب في السوق خلال الفترة الماضية. ويضيف أننا قمنا خلال الاسابيع الماضية بجولات في لندن ونيويورك ولدينا طلبات كبيرة من جانب المستثمرين الاجانب علي أسهم منتقاه بعينها والي الآن لم نستطع شراءها بالكامل نظرا لشح عرضها في السوق وأحتفاظ المؤسسات والافراد بها.