عاد العيد بكل أفراحه وبهائه وما يعكسه علينا من صفاء النفس وتخلص الروح من أدران الجسد, وشغف العقل أن يعرف ويدرك ما حوله لتزداد قدراته علي أن يسبر غور الأحداث ليعرف موقع أقدامه, فتغنيه رؤيته ومعرفته عن أن يقع في الذلل أو أن يكون فريسة لخطيئة أو جهل بالأشياء فسيتسلم للأوهام.. فتضعف إرادته وتفتر عزيمته عن مواجهة الجهلاء أو المغالطين فيستشري بيننا الضعف وغياب الرؤية فيضيع الحق. ولكننا مصممون علي كشفهم وإعلاء قيمة الحق والبحث عن الحقيقة بكل معانيها. عاد العيد.. كل عام وأنتم بخير نقولها للجميع, لكل أبناء الوطن, للمصريين الطيبين والعرب والمسلمين في كل مكان, ونقولها كذلك للمغالطين أو أصحاب الأجندات والرؤي القادمة من خارج حدودنا الذين يريدون إعلاء تيار سياسي أو ديني أو طائفي علي أصحاب الأغلبية والشرعية في إقليمنا ومنطقتنا, أو الذين يراهنون علي عدم قدرة مصر علي إدارة مجتمعها وتطويره سياسيا واقتصاديا مع الحفاظ علي تماسكه الاجتماعي.. وفي الوقت نفسه تعظيم دورها ومكانتها السياسية في عالمها ومحيطها. فيتقولون علي إدارة معركة انتخابية تتم بكل حرية, وهي معركة تحتدم فيها المنافسة فيصورونها علي أنها صراع, ويقولون إنها أزمة داخلية كبيرة مع أنها انتخابات ومنافسة وأحزاب لها قوائم وحزب قوي لم يجد من ينافسه في الكثير من الدوائر.. فاختار الأقوياء والمتساوين في القوة من بين صفوفه ليتنافسوا, ويختار الناخبون من بينهم بكل حرية وعدالة نائبهم في البرلمان. تلك الحقائق واضحة وبينة لا يمكن تغييبها أو العبث بها, وبالرغم من ذلك نسمع المغالطات والأوهام تطل وكأن الأحداث والتطورات لم تكشف وتهزم ما كانوا يخططون له! فشل المغالطون والباحثون عن أدوار وبطولات وهمية عبر تحريض الأحزاب والمواطنين علي عدم المشاركة في العملية الانتخابية للتقليل من قيمتها أو التأثير في شرعيتها التي نراها في كل شوارع وحواري وقري ومدن مصر المحروسة عبر منافسة مشروعة قد تكون ساخنة أو محتدمة, ولكن المجتمع والمواطنين مصممون علي أن تكون ناجحة وشفافة, وفي إطار القانون. حاول البعض أن يستغل حماسة المجتمع للأديان والقيم فخلطوا بين الشعارات الدينية والسياسة, ولكن الأغلبية تصدت والقانون حسم المعادلة وأعلي شأن الدستور والقانون. ولكن أن يطالبنا البعض بحجة أوضاعنا الداخلية أن ننكفيء عليها وألا نكشف المغالطين في إقليمنا ومنطقتنا بالحقائق, أو من يهددون اقطارنا الشقيقة بالانقسام والفتنة والعدوان.. فنقول لهم لا..سنكشف مغالطاتهم وأكاذيبهم. ولن نغيب عن الحق العربي المشروع في السودان والعراق ولبنان, وسوف نحمي حقوق الفلسطينيين العرب في الدولة والوحدة الوطنية, وسوف نقدم المقترحات لإنقاذ السودان وفلسطين من الحروب المحتملة عند الانقسام لأن هذا دورنا ومكانتنا التاريخية. نقول لهم جميعا بالرغم من ذلك كل عام وأنتم بخير.. ولكننا نحذرهم في الوقت نفسه من المغالطات والاكاذيب فلم تعد تنطلي علي أحد!! أما أصوات الداخل التي تلعب علي أوتار المصالح الإقليمية المتباينة, وتحذر مصر الشقيقة الكبري من أن تقول الحقيقة لأشقائها حتي يحافظوا علي مصالحهم في مواجهة طوفان وضياع المصالح العربية لمصلحة قضية الفتنة, فيجب أن يتوقفوا لأنهم لا يقدمون رأيا, ولكنهم يخدمون الآخرين علي حساب مصالح بلادهم وأوطانهم, والتاريخ لن يرحمهم, فالمغالطة وتغييب الحقائق ليست رأيا. يجب أن أحيي مصر ووزير خارجيتها أحمد أبوالغيط الذي واجه الأصوات الزاعقة في البرية والتي تهدد شركاءها في الوطن في لبنان بقطع الأيدي إذا طالتهم المحكمة في قضايا القتل المتعددة بالاتهام, ونقول لهم إن هذا التصرف لا يعكس رأي فصيل سياسي, ولكنه تصرف يعكس رأي ميليشيا مسلحة حتي رأسها بالأسلحة الإيرانية وليس لأي مقاومة, فقد انتهت صلاحية مقاومتها بعد الحرب والقبول بالقوات الدولية الحارسة للحدود بينها وبين إسرائيل الآن, وأصبحت الآن ميليشيا أو بلطجيا يهدد شركاءه في الوطن لأنه ضبط متلبسا بجريمة, فالجرائم كثيرة ولن يكون آخرها أو أولها مقتل رئيس الوزراء الراحل الحريري. أما الأصوات الأخري والتي ظهرت لتذكر اللبنانيين بأوضاع القوة والتسليح في لبنان وتخيفهم من جديد, فنذكرهم مرة أخري بأن الجريمة مازالت حاضرة والمجرم مازال هاربا. وقصة الأمس تحكي قصة اليوم وتطوراتها. والرأي المصري في قضية لبنان هو الوحيد الذي يحافظ علي ما تبقي من الدولة والصيغة اللبنانية الفريدة من القدرة علي التعايش والبقاء, كما يحافظ علي فلسطين ويحمي السودان. أما الإسرائيليون الذين يتهمون المصريين من جديد بأنهم تراخوا عن حماية الحدود, وساعدوا في تسليح حماس.. فيجب أن يخجلوا وألا يتهربوا من مسئولياتهم عن إعاقة التفاوض وحماية الاستقرار في المنطقة, وأنهم هم المسئولون عن عودة المنطقة لحالة عدم الاستقرار بالعودة للاستيطان وألا يتهربوا من مسئولياتهم أمام أنفسهم وأمام المجتمع الدولي بتلك الأكاذيب الرخيصة. مصر القوية تبني وتتحرر في الداخل, وتحافظ علي مصالح أشقائها وإقليمها, تتحرك في كل الجبهات في السودان وفلسطين والعراق ولا تتأخر عن لبنان, حتي سوريا فمصر لم تتأخر عنها ولكن البعض عندما تغازلهم المصالح الرخيصة قد ينسون الحقيقة!.