بدأ فرانسوا فيون أول أيام رئاسته للوزراء علي رأس حكومة تجنح إلي اليمين, في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لخوض الانتخابات الرئاسية في.2012 وبالرغم من مرور عدة أشهر تكتم خلالها ساركوزي تفاصيل التعديل الوزاري, فإنه استبقي رجاله الأقوياء, لكن محاولات الرئيس الفرنسي اختيار فريق حكومي موال له من المحتمل أن تفشل بسبب خطة التقشف الحكومية لخفض العجز في الموازنة. ويري المراقبون أن فيون عاد إلي منصبه أقوي من السابق, مستعدا للعمل كشريك لساركوزي وليس كمساعد له. وأشاروا إلي أن تخلي الرئيس الفرنسي عن سياسة الانفتاح علي اليسار والوسط يهدف للحيلولة دون التفريق بين أعضاء الحكومة بغية التوصل لأداء أفضل من ناحية, وتوحيد حزب الاغلبية بإرضاء اتباع الرئيس السابق جاك شيراك من ناحية أخري, في محاولة للتصدي للفترة العصيبة القادمة التي ينبغي فيها أن تثبت الحكومة كفاءتها بتلبية متطلبات الفرنسيين ومحاولة لاستعادة شعبية ساركوزي المتدنية تمهيدا لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي ظل فيون القوي, احتفظت كريستين لاجارد وزيرة الاقتصاد وبريس هورتفوه وزير الداخلية بمنصبيهما, بينما تم توسيع سلطات العديد من الموالين لساركوزي. وكلف ساركوزي رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون بإعادة تشكيل الحكومة الجديدة- أمس الأول- وتم الإعلان عن تعيين تسعة وزراء جدد كلهم من الحزب الحاكم,في حين تم الاستغناء عن 51 وزيرا من أعضاء الوزارة السابقة بينهم اثنان من اتباع حزب الوسط وهما جان لوي بورلو وزير البيئة الذي كان من أقوي المرشحين لرئاسة الوزراء, ووزير الدفاع ايرفيه موران. كما كان الخروج المتوقع لوزير الخارجية برنار كوشنير الاشتراكي- لتحل مكانه ميشيل اليو ماري لرئاسة الدبلوماسية الفرنسية. ويأتي من بين الوزراء التسعة الجدد من أعضاء الحزب الحاكم اكسافيه برتران لوزارة العمل والصحة,ليكون خلفا ل اريك فيرت الذي أثار جدلا واسع النطاق في الفترة الماضية سواء بتورطه في قضية تضارب المصالح المعروفة بفضيحة بيتنكور,أو بتوليه الدفاع عن تمرير قانون التقاعد الذي قابل رفضا شعبيا واسع النطاق وأصاب البلاد بحركة اضطرابات ضخمة علي مدي شهرين تقريبا, ليقتصر بذلك دور اريك فيرت علي أن يكون نائبا بالبرلمان.وتم تقليص المشاركة النسائية وعدد من أعضاء الوزارة بصفة عامة