كتب أنور عبداللطيف: طه حسين الأديب المصري الذي أنار الدنيا ببصيرته تمر اليوم121 عاما علي مولده-14 نوفمير1889- في أعماق ريف مصر بقرية الكليو قريبا من مغاغة محافظة المنيا.. وكانت حياته نموذجا في الكفاح والتحدي بدءا من فقده البصر وظروف حياته الاجتماعية والسياسية حتي تخرج من مدارس الأزهر ثم التحاقه بالجامعة المصرية. جمع طه حسين بين دراسة العلوم الإنسانية والإسلامية والعلوم العصرية وعدد من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية حتي حصل علي درجة الدكتوراة عام1914 موضوعها في ذكري أبي العلاء المعريس بدأت بحرمانه من المنحة حتي تدخل السلطان حسين كامل لمواصلة دراسته حين عاد1919 أستاذا في كلية الآداب وعاش في صراعات اختلطت فيها السياسة بالتعليم.. وانعكس ذلك علي مسيرته العلمية في الفترة ما بين1925 حتي1959 ما بين الفصل من الجامعة والعودة حتي عين وزيرا للمعارف في حكومة الوفد1950 وأطلق صيحته التي صارت مثلا العلم حق لكل فرد كالماء والهواء ثم رئيسا لمجمع اللغة العربية.. وعضوا في العديد من المجامع الدولية في موازاة كل ذلك ترك قبل وفاته في28 أكتوبر1973 رصيدا هائلا من الدراسات والقصص والروايات والكتب في مختلف فروع المعرفة ويبقي أكثرها إثارة للجدل رواية الأيام وكتابه في الشعر الجاهلي, ومنح الدكتوراة الفخرية من العديد من الجامعات حول العالم. ورشحته الحكومة المصرية عميد الأدب العربي لنيل جائزة نوبل أكثر من مرة حتي أصبح واحدا من أهم المفكرين العرب في القرن العشرين ورائدا لثقافة الاستنارة بديلا عن ثقافة الإظلام. وعندما سئل أديب نوبل نجيب محفوظ عن الشخصية التي كانت تستحق الجائزة قال: كان الأحق بنوبل مني طه حسين وتوفيق الحكيم. الطريف أن هذا النموذج المصري العبقري لم يجد الاحتفال اللائق في يوم مولده إلا من موقع البحث جوجلGoogle الذي وضعه علي صفحته الرئيسية طوال أمس احتفاء بمولده وعطائه للبشرية...