واحد من الناس.. يبدو أننا نحتاج من وقت لآخر لمن يوقظنا من الثبات العميق الذى ينسينا غيرنا، نحتاج لمن يجذبنا من عناء الحياة بكل ما فيها من ألوان طيف الشقاء والتعب والإحباط. وننظر إلى أبعد من النظر لأنفسنا، سنجد ناس صناعتها زراعة الأمل فى الآخرين، قد نراهم ضعفاء ونستهين بقدراتهم وهم الأقوى، مثل ريم تلك الفتاة التى أشعرتنى أن كل ما نعانيه لا يساوى شيئا، قد تلمس فيها ضعفا بمجرد أن تراها ثم سرعان ما تكتشف قوة الإرادة التى حباها بها الله.. ريم.. فتاة تعانى مرضا فى الأعصاب وتبذل جهدا لترويض حركة جسدها ورأسها، وتقاسى لتجمع الكلمات وتكون منها جملة تأتيك بها من أعماق أعماق النفس، أكملت دراستها الجامعية وعينت معيدة وتعد للدراسات العليا، ذكرتنى بهيلين كيلر الفتاة الأمريكية الصماء البكماء العمياء، وكانت تعانى أيضا خللا فى الأعصاب، وحصلت على الدكتوراه وعينت أستاذة فى الجامعة.. بعد مشاهدة وسماع ريم أحسست بأن ما نشكو منه لا يستحق الشكوى، ولو بذلنا جهدا بنفس الروح التى تعمل بها ريم لحصلنا على ما نريد، فعلها عمرو الليثى فى برنامجه "واحد من الناس"، نجح فى كسر حائط الإيهام "الشاشة الصغيرة" وتحرر من القيود التقليدية للمذيع، ليكون واحد من الناس ويقدم لنا هذا النموذج الرائع من البشر، وخذ الحكمة من ريم "إذا اختبرك ربنا، واصل واستمر وإياك إن تيأس". *** أنغام تتخبط.. راحت أنغام تكيل الاتهامات وتتوعد الصحفيين والصحافة التى تفبرك الحوارات وإنها ستقاضى الصحفى الذى نشر على لسانها أنها لن تشارك الحزب الوطنى ولا غيره وكمواطنة مصرية لا يجب أن تفعل ذلك، استمعنا للحوار المسجل الذى أذاعه برنامج "الوسط الفنى" بقناة الفراعين، من خلال اتصال تليفونىمع صاحب الحوار الصحفى حاتم سعيد، سمعنا بصوتها نفس الكلام الذى قامت بنفيه، أى لم يكن مفبركا، واضح أن أنغام تجرعت حبوب الشجاعة والجرأة وقت تسجيل الحوار، وراح مفعول الحبوب عند النشر، وتوعدت الصحفى بجرجرته فى المحاكم! إذا ثبت صحة هذا التسجيل والادعاءات الكاذبة لأنغام، من يحاسبها، بعيدا عن المحاكم التى لا نرضاها لصحفى ولا نرضاها لفنان، يجب أن تتحرك النقابات الفنية وتتخذ إجراءات تجاه الفنانين الذين يتحدثون بأكثر من وجه، ورمى التهم جزافا. *** أنا نصاب.. لقاء خاص مع رجل الأعمال المقيم بالخارج أشرف السعد على قناة (المستقلة)، وفيه يبدى اندهاشه من هذه الشهرة التى يتمتع بها ولاحظها من خلال الحفاوة ولمة الناس حوله فى الشارع السعودى.. وكان تعليقه، أخلاق الناس أصابتنى بالفتنة، طيبتهم أشعرتنى أنى نصاب، أحسست أن الناس مخدوعة، يرونى قدوة، وأنا رجل عندى أخطاء كثيرة جدا!! سأله المذيع: عندما كنت رئيس مجلس إدارة شركة السعد فى مصر هل فكرت فى إصدار جريدة، رد السعد: الإعلام كله كان يأتى لى، ليس عندى جريدة وذبحونى، ويعاتبه المذيع لو عندك جريدة كنت حميت ظهرك وما كانوا ذبحوك، ثم يضيف: الدين جعلك ملياردير، والدين "جاب رجلك"؟! ويوافقه السعد قائلا: الدين والمال خصمين، المال يفسد الدين، والهزار مع ربنا صعب!! لقاء امتزجت فيه السخرية بالحقيقة، أو قل الحقيقة الساخرة!! *** حنان مطاوع.. نادى البعض بضرورة الفصل بين الإعلان والتحرير الصحفية، حتى لا يكون هناك أى نوع من الغش أو الخداع للقارئ، ونوجه نفس النداء إلى الفضائيات، بكتابة كلمات على الشاشة (هذا البرنامج أو هذا اللقاء "إعلان"مدفوع الأجر)، خاصة عندما تجتمع الفضائيات على فنان واحد تتخاطفه فى وقت واحد، مثلما حدث مع الفنانة حنان مطاوع، فجأة أصبحت صيدا ثمينا لأكثر من أربعة فضائيات فى أسبوع واحد؟!.. حلت ضيفة على "الحياة والناس" و" 90 دقيقة" بالمحور و"يا مسهرنى" فى دريم وعلى التليفزيون المصرى.. حنان نجمة شابة واعدة، لكن ما الذى ستقوله جديدا باستضافتها فى أكثر من برنامج فى نفس الأسبوع.. نفس الكلام، نفس الأسئلة، ونفس الجمهور، التغيير فقط فى شكل الأستوديو والمذيع وفستان وتسريحة حنان، هل تعد هذه البرامج إعلانية، أم فجأة استيقظ المعدون على صوت من بعيد يقول.. كلمة سر الفضائيات هذا الأسبوع حنان.. لا تدع حنان تفوتك.. عليك بحنان.. لا تتخل عن حنان.. لا تترك الجمهور بدون حنان.. إذا أردت نوما هادئا فعليك بمشاهدة حنان.. وهرب النوم.. مر يومين ولم أشاهد حنان. *** التكفير.. سيطر على الفضائيات هذا الأسبوع واقعة تلاميذ مدرسة مصر الجديدة واتهام احد الأطفال زملائه بالاعتداء عليه جنسيا، حل والد التلميذ المعتدى عليه ضيفا فى 90 دقيقة، من الطبيعى أن يكون الأب منفعلا من هذه الفعلة الشنيعة، لكن الذى ليس من حقه ولا من حق غيره أن يتهم مدير المدرسة بالكفر ويحلف مائة يمين أن المدير لا يصلى ولا يعرف ربنا.. إذا كان ما ارتكب فى حق الابن شيئا مرفوضا فى كل الأعراف والأديان، فأن ما أرتكبه والد الطفل فى استوديو 90 دقيقة لا يقل فداحة عن الجرم الذى لحق بأبنه.. فبغض النظر عن التقرير الذى قدمه محمود سعد فى "مصر النهارد" وفيه إشادة بسلوكيات هيئة التدريس بما فيهم مدير المدرسة، لكن حالة الفزع والرعب التى أصابت مدير المدرسة باتهامه بالكفر كانت الأكثر تأثيرا فيه، وراح يصرخ فى التليفون ويقسم أنه يصلى ويعرف ربنا رغم إنها علاقة خاصة بينه وبين ربنا، معتز الدمرداش واحد من أفضل المذيعين فى سرعة البديهة وحسن إدارة الحوار، لكن خانه التوفيق فى أن يترك ضيفه مهما كانت آلامه يطلق اتهاماته بتكفير الآخرين، كل هذه السلوكيات هى المصدر الحقيقى للبلاء، سواء ما أرتكب فى حق الأبن أو ما أرتكبه الأب فى حق الآخرين.