علا السعدني : هناك نوعان متناقضان من النجوم, نوع يتصارع علي الأجور فقط, فالأجور تأتي عندهم في المقام الأول. أما النص الجيد أو العمل الفني فلا يأتي إلا في المرتبة الثانية أو الثالثة وإنشا الله حتي يكون في المرتبة الأخيرة لا يهم! أما النوع الثاني من النجوم فلا يهتمون إلا بهذا النص الجيد والفن عموما, وبالنسبة للأجور فهي لا تعنيهم ولا يعنيهم من أصله إذا كانوا يحصلون علي أجور من غيرهم أو هم الذين يدفعون من جيبهم الخاص, لذلك لم يكن غريب وأمام هذه المصداقية لهذا النوع أن يفوز فيلمان لهما في وقت واحد, حيث فاز فيلم حاوي للمخرج إبراهيم البطوط من المهرجان القطري ترابيكا كما فاز فيلم ميكروفون لخالد ابو النجا ومنة شلبي بالتانيت الذهبي في مهرجان قرطاج في تونس, والفيلمان ينتميان الي نوعية السينما المستقلة, وهذا الفوز ليس مجرد فوز فقط للفيلمين ولكنه فوز وانتصار لهذه السينما عموما التي لن تكتفي بكونها مستقلة بل وأعتقد انها ستصبح هي السينما المقبلة مستقبليا!. وبالمناسبة.. فهذه النوعية الجديدة من السينما مثلها مثل أفلام الوجوه الجديدة والأفلام ذات الإنتاج منخفض التكاليف, حيث بدأت مثلهم علي إستحياء ولكن أمام الصراع الدائم بين شركات الانتاج الكبري من ناحية وبين احتكارهم وسيطرتهم علي صناعة السينما واهتمامهم بالنجوم الكبار فقط دون غيرهم من ناحية أخري بدأ المجال يتطلب ضرورة وجود سينما أخري هي صحيح لن تستطيع ان تكون موازية للسينما الحالية لكنها وعلي الأقل استطاعت أن تكون بديلة لهذه السينما والأهم أنها اصبحت تتسع يوما بعد آخر, فبعد أن كانت مقتصرة علي محاولات فردية من مخرج واحد فقط هو ابراهيم البطوط صاحب فيلم عين شمس والذي يعتبرونه رائد السينما المستقلة وأصبح هناك وحود لشركة إنتاج لهذه السينما تضم اعدادا غير قليلة من النجوم والمخرجين والمؤلفين والمنتجين مثل خالد ابو النجا والمنتج محمد حفظي والمؤلف والمخرج أحمد عبد الله وهند صبري ومنة شلبي وأكيد سيكون هناك غيرهم وغيرهم, وإذا كان باكورة انتاجهم فيلم هليوبولس فلن يكون فيلم ميكروفون الفائز في مهرجان قرطاج أخر أفلامهم فأهلا ومرحبا بهذه السينما وصناعها أو لنقل جنودها الجدد الذين يحاربون جيشا جرارا من سينما تقليدية اصبحت بسبب سيطرة نجومها عليها وتحكمهم فيها عقيمة فلم تعد قادرة علي إنجاب أفلام تمثلنا في الخارج ولا حتي في الداخل! النجمة العالمية جوليا روبرتس التي وبعد أن توقفت احيانا وتعثرت في ادوار صغيرة او لا تليق بحجم نجمة كبيرة مثلها في أحيان أخري, عادت الي بريقها ونجوميتها المعهودة من خلال فيلمها أكل وصلاة وحب لتؤكد فعلا مبدأ ان لكل مقام مقال, فعندما ادركت أن قطار الانجاب سيفوتها بسبب السينما قررت علي الفور ان تلحق بآخر عرباته, حتي لو كان علي سبيل فنها وتضحيتها به مؤقتا وكان لها ما تمنت وانجبت فعلا ثلاثة أطفال ولما أطمأنت الي رعايتها الكافية لهم عادت الي فنها لكنها لم تجده فاتح ذراعيه لها فلم تيأس ولم تتعجل وأدركت أنها مثلما هو انتظرها طوال سنوات إنجابها ورعايتها لأولادها فعليها هي أيضا ان تنتظره حتي يعيد اليها كرامتها كنجمة كبيرة حاصلة علي اوسكار احسن ممثلة وحاصلة ايضا علي أعلي أجر ممثلة في العالم دون منافس لسنوات طويلة وهاهو قد جاءها ما تمنت ومن خلال هذا الفيلم نستطيع نقول إنها أكلت وذاقت طعم النجاح والعودة الي النجومية مرة أخري ثم صلت شكرا لله الذي اعاد لها بريقها وفي النهاية كان لابد أن تحب كل ما وصلت اليه وبعد ان حققت المعادلة الصعبة ونجحت في تحقيق حلم أمومتها كما نجحت بالمثل في استعادة عرش نجوميتها! أحمد السقا من الفنانين القلائل جدا الذين يسمحون بوجود نجوم آخرين بجانبهم بل ويسعد بذلك بدليل وجود النجوم الكبار معه محمود ياسين في فيلم الجزيرة وكذلك محمود عبد العزيز في إبراهيم الابيض ورغم فشل فيلمه الأخير الديلر إلا أنه يحسب للسقا انه وافق ان يشاركه نجم مثل خالد النبوي في البطولة معه, نفس الكلام ينطبق علي أحمد عز ايضا فهو ايضا من النجوم الذين يرحبون بوجود منافسين أقوياء بجانبه فقد شاركه في البطولة كل من صلاح عبد الله ومحمد لطفي وخالد صالح ومحمد رجب وغيرهم من النجوم ولا ننسي له تجربته مع الفنان الكبير نور الشريف عندما شاركه في بطولة فيلم مسجون ترانزيت و لذلك لم يكن غريب أن الاحمدين السقا وعز في فيلم واحد معا هو المصلحة في وقت لايحتمل فيه إلا وجود نجم أو نجمة فقط حيث لم يعد هناك وجود للبطولة الجماعية بعد ان حلت محلها البطولة الفردية والنجم الأوحد, لذلك فالتحية للنجمين علي قبولهما المشاركة معا والتحية الأكبر لمنتج الفيلم وائل عبد الله لأنه نجح في الجمع بينهما, أما بالنسبة لنا نحن كمشاهدين فأكيد بوجود نجمين بحجم السقا وعز معا وفي فيلم واحد فهذا في حد ذاته لهو المصلحة بعينها.