افتتحت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيس جمعية مصر الجديدة أمس مشروع تطوير مدارس اسنا وارمنت البالغ عددها60 مدرسة والتي تم تطويرها وإعادة بنائها في إطار مبادرة عصرية بناءة ومشاركة مجتمعية فعالة. أطلقت شرارتها السيدة سوزان مبارك من جمعية مصر الجديدة بمحافظة القاهرة وامتدت إلي الجيزة ثم في صعيد مصر لتكون الأقصر أول محافظة تحظي بهذه المبادرة. وجاء افتتاح قرينة الرئيس للمدارس المتطورة بإسنا وارمنت وفاء للوعد الذي قطعته علي نفسها خلال افتتاحها للمرحلة الثانية لتطوير مدارس الأقصر قبل10 أشهر, حيث أعلنت عن مبادرة تطوير مدارس اسنا وارمنت بواقع60 مدرسة تطويرا شاملا وإعادة بناء المدارس غير القادرة علي التطوير. كما افتتحت مستشفي الأقصر العام بعد تطويره وأرست حجر أساس مستشفي أرمنت العام, وتأكيدا علي أن صعيد مصر يحظي بنفس القدر من اهتمام الحكومة والجمعيات الأهلية تواصل اليوم افتتاح عدد من المشروعات بمحافظتي الأقصر وقنا. وأكدت أنها تعتبر أمس يوم عيد حيث لمست بنفسها سعادة أبناء اسنا وارمنت بتطوير مدارسهم, مشيرة إلي أن فكرة التطوير نبعت بتطوير مائة مدرسة بمحافظة القاهرة, وأصبح لدينا نموذج للتطوير يمكن الاستعانة به في تطوير المدارس بمختلف محافظات الجمهورية. وقالت إن ما حدث في المشروع القومي لتطوير وتحديث المدارس الحكومية بمحافظات القاهرةوالجيزةوالأقصر يعد معجزة حيث إن العمل في هذه المدارس يستغرق فقط فترة العطلة الصيفية ويصبح أمامنا تحد مع المكان والإمكانيات والتحدي الأكبر مع الزمن. وأشارت إلي أن النجاح الذي حققه هذا المشروع هو صورة صادقة نلمسها علي أرض الواقع ويمكن أن يلمسها أي فرد إذا تحاور مع تلاميذ وتلميذات هذه المدارس, مشيدة بمستوي التلاميذ الذي عكسته مناقشات سيادتها مع البنات والأولاد في المدارس.. وأوضحت أن التلميذ في مدارس اسنا وأرمنت أصبح في المراحل التعليمية الأولي قادرا علي التعامل مع التكنولوجيا الحديثة مثل الكمبيوتر والإنترنت وكذلك الفتاة الصعيدية التي كثيرا ما تعرضت لظلم من المجتمع أخذت أمس المكان اللائق بها في مجتمعها. وقالت إن عملية التطوير التي شملت المدرسين في المدارس ضمت المدرسة كمبني ومعني وأصبح المدرس فخورا بنفسه وبذاته وقادرا علي توفير معلومة بطريقة سهلة وبسيطة من خلال أجهزة الحاسب الآلي والسبورات الذكية بما ييسر علي التلاميذ عملية استيعابها وترسخ في أذهانهم وأصبحت عناصر العملية التعليمية وجودتها متوافرة في المدارس المطورة. وأضافت أن هذا التطوير حول المدارس لنقاط جذب للتلاميذ يقبل عليها ويكتسب منها صفته الأساسية كالمواطنة والانتماء وحب الوطن والتعاون والعمل في روح الفريق من خلال ممارسته للأنشطة مع زملائه. وأشارت السيدة سوزان مبارك إلي أنه تم بمحافظة الأقصر تطوير167 مدرسة علي مرحلتين شملتا مدارس مدينة الأقصر بعدد107 مدارس ومدارس مدينتي اسنا وارمنت بعدد60 مدرسة.. معربة عن أملها في أن يستمر المشروع ويتوسع لكي يشمل مختلف محافظات الجمهورية, مشيدة بالتطور الذي تشهده محافظة الأقصر في الخدمات, مشيرة إلي أن تقدما رهيبا يعكس قناعة المسئولين بأهميته خاصة في مجالي التعليم والصحة اللذين يشعر بهما الفرد. وقالت إن المدارس التي تم تطويرها هي مدارس كانت في حاجة إلي التطوير ولكننا لم نبدأ فيها من الصفر فكان بها تعليم ولكنه ليس بالشكل المرضي لنا ولهذا فقد اتخذناه أساسا بنينا عليه وتوسعنا فيه فالإيجابيات موجودة وإذا كانت هناك سلبيات فعلينا محاربتها والعمل علي القضاء عليها لا أن نقوم بجلد أنفسنا. كما أشادت بالمستوي التعليمي الذي لاحظته بين تلاميذ الصفوف الابتدائية الأولي والذين وجدوا في المكتبة ويقرأون الكتب الموجودة بها قراءة سليمة وصحيحة. وقالت قرينة الرئيس إنه في المرحلة القادمة سترفع شعار الصحة للجميع علي غرار المشروع القومي للقراءة للجميع الذي حقق نجاحا باهرا.. لافتة إلي أن وزارة الصحة لديها معايير للجودة تطبقها في الوحدات الصحية الجديدة, مشيدة بتجربة مشرفات الأمن وهي التجربة الجديدة التي انفردت بها مدارس اسنا وارمنت حيث تم من قبل محافظة الأقصر تعيين مشرفات ومشرفين للأمن يقومون بحفظ النظام والأمن في المدارس علي مدي24 ساعة حيث تخدم الفتيات منهن في الفترات الصباحية من السابعة صباحا حتي الثانية ظهرا. وأشارت إلي أن هناك تطويرا كبيرا في فكر المجتمع تجاه دور المرأة والفتاة فيه وعلي الإعلام أن يظهر هذه الإيجابيات ويبرزها. وتفقدت خمس مدارس من المدارس المطورة بالمدينتين باعتبارها نماذج لسائر المدارس المطورة. وبدأت بمدرسة ثانوية للبنات بإسنا, حيث أزاحت الستار عن لوحة تذكارية إيذانا بافتتاحها وتفقدت العيادة وفصلين دراسيين وقاعة كمبيوتر. ثم انتقلت لمدرسة الشيخ رزق الإعدادية بقرية الدير, حيث تفقدت بالطابق الأول فصلين دراسيين واستمعت في الدور الأرضي للعرض الفني الذي قدمه تلميذات وتلاميذ المدرسة. وأشارت خلال حوارها معهم عقب انتهاء العرض إلي أن الفتاة المصرية أصبحت قوية تتمتع بجميع حقوقها وأصبح صوتها مسموعا وعليها أن تحافظ علي هذه الحقوق. وزارت صالة الاقتصاد المنزلي وناقشت التلميذات في طريقة إعدادهن لبعض الوجبات الخفيفة. ثم توجهت السيدة سوزان مبارك إلي مدرسة الشهيد هاشم في إسنا واصطفت مشرفات الأمن علي الجانبين لدي وصولها وحرصت علي التحاور معهم حول تجربتهن كمشرفات للأمن ورسالتهن, حيث أكدن أن مسئوليتهن في المدارس هي تأمين الأمن في المكان وللأفراد وذلك بعد تلقيهن للتدريب الذي أهلهن لهذا العمل عقب حصولهن علي الشهادة الجامعية, مؤكدات أنهن وجدن أنفسهن في هذا العمل. كما تفقدت السيدة سوزان مبارك قاعة الكمبيوتر بالمدرسة وتعرفت علي مدي إتقان التلاميذ لمهارات التعامل معه ومع الانترنت, مناشدة وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد زكي بدر الذي حضر الزيارة بضرورة أن يكون جميع التلاميذ علي دراية بموقع الوزارة علي الإنترنت لكي يتمكنوا من الاستفادة منه. واستمعت لما أكده المدرس المشرف علي قاعة الكمبيوتر من أن استخدام هذه التكنولوجيا ساهم في قيامه بمهمته علي أفضل وجه وفي ذات الوقت ساعد التلاميذ علي سرعة تحصيل المعلومة وترسيخها في أذهانهن. وفي مكتبة المدرسة, استطلعت السيدة سوزان مبارك آراء التلاميذ بالنسبة لعمليات تطوير المدرسة للتعرف علي مدي شعورهم بهذا التطوير.. وأكد التلاميذ أن مدرستهم أصبحت جاذبة لهم وأنهم يشعرون بالفخر بها في شكلها الجديد, حيث أتاحت لهم المدرسة جميع الأنشطة التي تساهم في تعليمهم وفي استمتاعهم بوقتهم بين القراءة والدرس والعلم والمعرفة.