كتب:محمد الصديق: تثق الشركات العائلية في مختلف أنحاء العالم من آفاقها المستقبلية, لكن الكثير منها لا يقوم بما يكفي استعدادا للسنوات المقبلة, ونصفها تقريبا لا يملك خطة إحلال وتعاقب للقيادات والأجيال الصاعدة. أما الشركات التي وضعت خطة للتعاقب, فإن نصفها فقط حدد من سيتولي الإدارة العليا فيها مستقبلا. جاءت هذه النتائج في دراسة أجرتها إحدي الشركات العاملة في مجال الخدمات المهنية, علي أكثر من1600 مدير تنفيذي للشركات العائلية في35 دولة, ونظرا لأن أن أكثر من80% من الشركات في الشرق الأوسط تعتبر شركات عائلية, فإن مسألة التخطيط للمستقبل تبرز كحاجة أكثر إلحاحا في هذه المنطقة.وأظهرت الدراسة أنه بالرغم من أن هناك عددا كبيرا من الشركات العائلية شهدت زيادة في الطلب علي خدماتها ونموا في أعمالها بشكل غير متوقع خلال الأشهر ال12 الماضية فإن34% من تلك الشركات عانت من انخفاض الطلب, وذلك يمثل زيادة كبيرة عن نتائج عام2007, حيث عانت فقط10% من الشركات من انخفاض الطلب في ذلك العام عندما تم إجراء أول مسح عالمي للشركات العائلية. ورغم تأثير الركود الاقتصادي, إلا أن معظم الشركات العائلية تبدو واثقة في المستقبل, حيث تعتزم60% من تلك الشركات توسيع أعمالها علي مدي السنة المقبلة, و56% منها تنظر بإيجابية إلي آلية عمل وأداء الأسواق التي تنشط بها خلال العام المقبل, إضافة إلي ذلك, فإن95% من أفراد العينة واثقون جدا, أو إلي حد ما, من قدرة شركاتهم علي المنافسة بشكل فعال أمام أبرز الشركات العاملة في قطاعاتها. وتشكل الشركات العائلية جزءا كبيرا من اقتصاديات الشرق الأوسط, وكمثيلاتها في العالم, فإنها في هذه المنطقة تواجه عددا من التحديات الملازمة لعملية الانتقال من جيل إلي جيل, مثل المحافظة علي سمعة العائلة والشركة وثقة العملاء, والأخذ في الاعتبار الدور المتغير للمرأة ومشاركة الأصهار وتأثيرهم بالقرارات, ناهيك عن نزاعات الآباء والأبناء, إضافة إلي قضايا الحوكمة والإدارة الرشيدة للشركة. إلا أن أحد أكبر المخاطر التي تواجه الشركات العائيلية يبقي سياسة الانتقال من جيل إلي آخر, فقد أجاب27% من أفراد العينة بأنهم يتوقعون أن تنتقل أعمالهم إلي شخص أو أشخاص آخرين في غضون السنوات الخمس المقبلة, بينما يتوقع53% من هذه الشركات أن تبقي الأعمال تحت مظلة العائلة, ورغم ذلك فإن48% من الشركات المشمولة بالدراسة لا تتوافر لديها خطة لتعاقب القيادات, وهي نسبة مشابهة لنتائج المسح الذي تم إجراؤه قبل عامين. وعن الشركات العائلية في الشرق الأوسط, قال أمين ناصرشريك في خدمات استشارات الأعمال لدي برايس ووترهاوس كوبرز التي أجرت الدراسة أن الشركات العائلية في الشرق الأوسط قوية نسبيا وتدار بواسطة الجيل الأول أو الثاني من أفراد العائلة. وتنخرط هذه الشركات العائلية في مختلف قطاعات الاقتصاد وتشكل غالبية الناتج المحلي غير النفطي في المنطقة. علاوة علي ذلك, تتوقع معظم تلك العائلات أن تظل أعمالها تحت مظلة العائلة في غضون السنوات الخمس المقبلة علي الرغم من حتمية التغييرات الانتقالية من جيل إلي آخر. وأوضح أن62% منهم غير مستعد لاحتمالية مرض, أو وفاة المدير الرئيسي أو صاحب المصلحة, و56% منهم لم يقوموا بوضع أي إجراءات بشأن شراء الأسهم الخاصة بالمساهمين فاقدي الأهلية أو المتوفين, و50% منهم إما يفتقدون للسيولة لشراء حصص أفراد العائلة الذين يرغبون في البيع, أو لم يفكروا في هذا الاحتمال. وكشفت الدراسة أيضا عن أن عددا محدودا من الشركات علي استعداد للتعامل مع النزاعات بين أفراد العائلة, حيث أجابت نسبة29% فقط من أفراد العينة بأنها قد قامت بوضع إجراءات لتسوية المنازعات.وأكدت الدراسة أنه علي أفراد العائلة إقامة علاقات عمل احترافية قوية بين الأجيال, فلا يكفي أنهم إخوة أو أبناء عمومة فحسب, وإذا برزت قضايا مفاجئة أو غير متوقعة فإن النزاعات قد تنشأ بينهم في حالة عدم وجود علاقات العمل الاحترافية.