في تحذير عالمي جديد, كشف خبراء منظمة زراعة الأرز الدولية أمس عن أن الخسائر الفادحة لمحصول القمح في المناطق التي تشتهر بزراعته وتصديره في دول العالم. ستؤدي إلي زيادة اشتعال أسعار الأرز خلال الشهور المقبلة في كل دول العالم في الوقت الذي توقعت فيه منظمة الأغذية والزراعة( الفاو) اختفاء محاصيل الفول والبطاطس والفاصوليا عام2055 بسبب التغير المناخي. وأوضح الخبراء أن المشكلة تفاقمت بعد كارثة الفيضانات الأخيرة في المناطق التي يتم فيها زراعة الأرز في باكستان, إضافة إلي تعرض الصين للجفاف والفيضانات, مما سيتسبب في نقص كمية المحاصيل بنسبة تتراوح بين 5% و10 % خلال العام الحالي. وأضافت أنه بشكل عام فإن محصول الأرز علي نطاق عالمي سيكون محدودا لكن ما تتعرض له مناطق زراعة القمح في العالم يجعلها في وضع أكثر سوءا. وبالتالي فإن أسعار الأرز ستشتعل خلال الشهور المقبلة. ومع ذلك, فقد أكد الخبراء أن مشكلة عام2008 لن تتكرر عندما قفزت أسعار الأرز بشكل صاروخي لأعلي معدلاتها في30 عاما. أما في العام الحالي, فقد ارتفعت أسعار الأرز بالفعل لأعلي معدلاتها منذ عامين في شهر أغسطس الماضي عندما فرضت روسيا حظرا مؤقتا علي صادراتها من القمح لعام2010 عقب كارثة الجفاف و حرائق الغابات التي قد تسبب في نقص حجم إنتاجها السنوي لأكثر من30 %. وذكر الخبراء أن وزارة الزراعة الأمريكية توقعت بأن ينخفض حجم محصول القمح العالمي في عامي2010-2011 بنسبة5.44 % ليصل إلي643 مليون طن. في الوقت نفسه فإن محصول الأرز العالمي عن نفس الفترة قد يرتفع بنسبة3.26 % ليصل إلي455 مليون طن. وأشار الخبراء إلي أن أسعار مخزون الأرز مقارنة بعام2008 لن تعود بفائدة كبيرة لأن الكثير منها موجود بالفعل في الهند والصين التي قد لا تسمح أي منهما بتوفير مخزونها في السوق العالمية خلال الأزمات. وقد وافق بالفعل أمس وزراء الزراعة بدول رابطة جنوب شرق آسيا( آسيان) علي إنشاء مخزن لتخزين الأرز كخطوة للتغلب علي نقص الإنتاج وخاصة محصول الدول الأعضاء, ودول أخري مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين. وحذر الخبراء أيضا من أن العوائق التجارية الأخري التي تفرضها الدول المنتجة للأرز منذ عام2008 لسد حاجاتها ذاتيا من الغذاء قد تؤدي من جانبها إلي نقص عدد الدول المشاركة في سوق الأرز العالمية مستقبلا. أما منظمة الفاو فقد ذكرت أن الأمن الغذائي يمكن أن يصبح مهددا في المستقبل بسبب الفشل في الحفاظ علي التنوع الوراثي للنباتات الزراعية والغذائية والنباتات البرية ما لم تبذل الجهود لصونها وتعميم استخدامها أيضا خصوصا في البلدان النامية. وحذرت المنظمة في تقرير بعنوان حالة الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة في العالم, من أن فقدان التنوع البيولوجي سيكون له تأثير كبير علي قدرة البشرية في تلبية احتياجاتها من الغذاء في المستقبل مع تضرر السكان في الدول الفقيرة أكثر من غيرهم. وقال المدير العام للفاو جاك ضيوف إن زيادة الاستخدام المستدام للتنوع الحيوي قد يشكل الحل الرئيسي لمواجهة الأخطار المسلطة علي الموارد الوراثية في القطاع الزراعي. وتقدر المنظمة أن75% من تنوع المحاصيل قد فقد خلال الفترة ما بين عامي1900-2000, كما أن ما بين16 %-22 % من النباتات البرية لمحاصيل غذائية مثل الفول والبطاطس والفاصوليا في طريقها إلي الاختفاء بحلول2055 نتيجة تغير المناخ. وعلي صعيد متصل, حذر إدواردو لوبيز كبير محللي البترول بوكالة الطاقة الدولية أمس من أنه إذا خرج الانتعاش الاقتصادي العالمي عن مساره ومواصلة أسعار السلع الأولية الارتفاع بعد قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي( البنك المركزي الأمريكي) بشأن التيسير الكمي والذي ستعلن تفاصيله الأسبوع القادم. وقال إن تأثير الجولة الثانية من التيسير الكمي غير واضح لأنها لم تبدأ بعد لكنها تعني بالأساس أن الولاياتالمتحدة ستطبع مزيدا من النقود.