أكدت وزيرة الدولة للشئون الخارجية الإيطالية استفانيا كراكسي في حديث ل لأهرام خلال زيارتها الرسمية لمصر أن هناك قمة ثنائية رابعة ستعقد في فبراير المقبل بمدينة الأقصر برئاسة الرئيس مبارك ورئيس الوزراء بيرلسكوني. في إطار العزم علي تعزيز الشراكة مع مصر في كافة المجالات, والعمل المشترك بين مصر وإيطاليا في مجال السياسة الخارجية. وأشارت كراكسي إلي المعوقات التي تواجهها الولاياتالمتحدة من جانب الجالية اليهودية كوسيط وحيد في عملية السلام, إلي جانب تحليلها للموقف الداخلي في إسرائيل وإصرار إسرائيل علي سياستها الاستيطانية, كما تناول هذا الحديث مع كراكسي كريمة رئيس وزراء إيطاليا الأسبق عدة ملفات دولية هامة مثل القضايا التي سوف تعالجها قمة الناتو.. القادمة بلشبونة عاصمة البرتغال وكيفية النهوض بمبادرة الاتحاد من أجل المتوسط والأزمة الصومالية والأمن في القرن الأفريقي وكيفية محاربة ظاهرة القرصنة.. وهذا هو نص الحديث: * ما هو الغرض من زيارتكم وكيف تقيمون العلاقات بين مصر وإيطاليا؟ { تشعر إيطاليا بالتزام عميق نحو تعزيز وزيادة العلاقات مع مصر التي هي بالفعل ممتازة, وقد عززت المبادرات التي تم اتخاذها خلال لقاء القمة في مايو الماضي في روما علاقات التعاون في جميع المجالات بغرض إقامة شراكة استراتيجية حقيقية. وسوف يتم دفع العلاقات مرة أخري خلال القمة الثنائية الرابعة التي ستعقد في فبراير المقبل في مدينة الأقصر, حيث سنعمل علي تعزيز الشراكة مع مصر التي ندرك حجم دورها المحوري في الشرق الأوسط وأفريقيا.. * قفزت العلاقات الثنائية بين البلدين في السياسة والاقتصاد والثقافة.. ما هي الجهود التي تبذلها الحكومة الإيطالية لتعزيز التنمية في مصر؟ { يحظي مجال الطاقة في القطاعين العام والخاص بمصر باهتمام إيطالي بالغ, كما تعد إيطاليا نموذجا للتنمية التي ترتكز علي المشاريع الصغيرة والمتوسطة, وهذا النموذج بالتأكيد هو الأكثر ملاءمة للنهوض بالتنمية في الدول ذات الاقتصاديات البازغة. في العام الماضي فقط خصصنا أكثر من90 مليون يورو لمشروعات التعاون, بالإضافة إلي مبلغ100 مليون دولار مؤخرا في اطار برنامج مبادلة الديون, وخلال مؤتمر القمة الثنائية الأخير في شهر مايو الماضي خصصنا مبلغ10 ملايين يورو كمنحة لا ترد إلي مصر. كما أننا فخورون جدا بعلاقة التعاون الثلاثي: حيث تقوم إيطاليا ومصر بالنهوض بمشاريع مشتركة للتعاون الإنمائي في السودان وفي الصومال.. هذه المشاريع الهامة توضح أن إيطاليا تعتبر مصر شريكا حقيقيا علي مستوي العمل المشترك في مجال السياسة الخارجية. * تعليقا علي القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط.. ما هو دور أوروبا واللجنة الرباعية.. وما قيمته في ظل الدور الذي تقوم به الولاياتالمتحدة؟ { تعرب إيطاليا عن تقديرها الكبير للدور الذي تقوم به مصر من أجل السلام في الشرق الأوسط, إلا أن أوروبا لسوء الحظ ليست متفقة علي رأي واحد بشأن النزاع بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية, وهذا ما يضعف الجهود التي يقوم بها توني بلير المتحدث باسم اللجنة الرباعية. في الواقع الولاياتالمتحدة هي الوسيط الوحيد.. والأمر المؤسف هو أن حدوث تقدم يتم بشكل ضئيل للغاية مقارنة بهذا الصراع المرير. * ألا تعتقدين أن الوضع في الشرق الأوسط خطير وحساس.. خاصة موقف إسرائيل فيما يتعلق بالمستوطنات وتصريحات الزعماء السياسيين الإسرائيليين؟ { إن الموقف في إسرائيل ليس لصالح عملية السلام. من الواضح أن إصرار إسرائيل علي بناء المستوطنات الجديدة في القدس والضفة الغربية يشكل خطرا جديا في طريق الحوار المباشر بين إسرائيل وفلسطين, ويبعد السلام والاستقرار عن المنطقة. * إيطاليا تبذل جهودا لحل المشكلة الصومالية.. هل تنوون إقامة قمة حول الصومال في روما, وهل تطرقت المفاوضات بينكم وبين أحمد أبو الغيظ, إلي معالجة الملف الصومالي؟ { إنني مقتنعة أيضا بأن الأزمة في الصومال سوف تجد طريقها إلي الحل وذلك بفضل تعاون مصر ومواقفها التي تتسم بالمسئولية والاعتدال. لقد تناولت محادثاتي مع الوزير أبو الغيظ هذا الموضوع.. هناك تقارب كبير في وجهات النظر بين إيطاليا ومصر بشأن الصومال ومنها: دفع ودعم عملية السلام.. تحفيز الحكومة الصومالية علي تماسكها الداخلي.. وعلي مواصلة المصالحة الوطنية الشاملة.. حتي تصبح أكثر فاعلية في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.. دعم وتقديم المساعدة لقوات الأمن الصومالية ولبعثة الاتحاد الأفريقي. * كيف تقيمون عملية النهوض بمبادرة الاتحاد من أجل المتوسط... وما هو تقييمك لجهود المبعوث الأمريكي ميتشيل في عملية السلام؟ { الاتحاد من أجل المتوسط هو مشروع كبير, وبمجرد الانتهاء من مختلف الأزمات السياسية والاقتصادية, سوف ترتفع الاستفادة منه لصالح الجميع. أما بالنسبة للسيناتور ميتشيل المبعوث الشخصي للرئيس أوباما في الشرق الأوسط, يمكنني أن أقول إنه يؤدي مهمته بشكل جيد في حدود مهام وظيفته, وفي ظل هذه الأزمة بالغة التعقيد. * أعربت السيدة أشتون عن قلقها فيما يتعلق بتهميش دور أوروبا واللجنة الرباعية في عملية السلام في الشرق الأوسط. ما هي وجهة نظرك في ذلك؟ { لدي انطباع بأن أوروبا لا تزال غير قادرة علي القيام بدور فعال من أجل السلام في الشرق الأوسط. إن إيطاليا تدعم بقوة مشروع فياض, والذي يهدف إلي استمرار حكومة رام الله في وضع يمكنها من إدارة الأراضي التي تحكمها السلطة الوطنية الفلسطينية, إذا ما تحققت هذه الخطة يمكن أن تكون هناك نقطة تحول مع إعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة. * القرصنة هي المشكلة التي تقلق مصر.. كيف يمكن لإيطاليا المساعدة في حل هذه المشكلة؟ { إن مكافحة القرصنة تحتل الأولوية إذا ما تحدثنا عن الاستقرار والأمن في منطقة القرن الأفريقي. نحن بحاجة إلي وضع استراتيجية وقائية لمكافحة هذه المشكلة محليا, من خلال إشراك الدول المعنية بهذه المشكلة وتعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق الساحلية, كما تشارك إيطاليا أيضا في انشاء نظام الرادار الساحلي( لخدمة حركة السفن).