لم تشهد مدينة العريش جرف السيول منذ29 عاما, ولعل آخرها كان عام1981 م عندما اجتاح السيل مدينة العريش, ووقتها لم تكن عملية العمران قد اكتملت. وكانت الفرحة بالسيول أكثر من مقتها لاسيما أن الجميع يعمل في مجال الزراعة وذلك لان السيل يخصب الأرض ويملأ الخزان الجوفي للمياه. وفجأة وبدون مقدمات اجتاحات السيول مدينة العريش فتعالت الصرخات من مئات الأسر بمدينة العريش وأهل البادية. البعض يصرخ لفقد ما امتلكه خلال سنوات, من منزل أو مزرعة إلا أن بعض المزارعين بشمال سيناء كانت ردود أفعالهم غير ذلك. أما حمدان حسن مزارع فقد أشجار مزرعته أيضا فيقول: أنا سعيد بالمياه لأنني قبل السيل كنت أفكر في بيع المزرعة نظرا لأن الخزان الجوفي لمدينة العريش قد أصابه الملوحة وأوشكت المياه أن تصبح غير صالحة للزراعة, أما الآن فقد امتلأ الخزان الجوفي لمدة تكفي لعشرين عاما, فالخير سيعم علي مزارعي سيناء بشكل لم تشهده من قبل, ولذلك أنا أعتبر هذه السيول نعمة وليست نقمة إلا بالقدر الذي تسببت فيه في اتلاف بعض ممتلكات المواطنين. أما أحمد أبوزكري مزارع أيضا فيقول: إن السيول لها مجري طبيعي هو وادي العريش, فمن الخطأ الكبير أن تقام مبان بمجري الوادي فهو لا يصلح إلا للزراعة فقط. أما المهندس يعقوب خضر بالموارد المائية فيقول إن وادي العريش هو أكبر الأودية حيث تبلغ مساحته نحو ثلث مساحة سيناء ويصب بجوار مدينة العريش في الشمال, وتؤثر حركة السيول فيه علي هذه المدن المهمة وامتدادها الصحراوي, ويصل امتدادها العمراني حاليا الي قرب قرية أبوصقل في مصب الوادي. ويقول إنه يجب التفكير في توفير القمح والشعير لتوزيعهما علي المزارعين لزراعته أكثر من1000 فدان بمنطقتي الحسنة ونخل, حيث يقوم الأهالي بتخزين القمح لاستخدامه فترة الجفاف, فليست دائما السيول والأمطار خطيرة وإنما المهم تطويعها لتصبح خيرا وسلاما فهي نعمة وليست نقمة وينتظرها الأهالي حيث تتحول مساحات شاسعة من الأراضي الي مراع, وتنتشر الخضرة في كل مكان ويعم الخير الرخاء. ويقول الدكتور رجب حفني استاذ الزراعة بشمال سيناء إن منطقة رفح والشيخ زويد يكثر بها الزراعات وان السيول لها فائدة عظمي, حيث تعيد منظومة الحياة الطبيعية من حيث تغيير التربة وترسيبها في مناطق أخري ونقل البذور وتوزيعها جغرافيا وتعرية الجذور لأشجار الغطاء الأخضر.