ياسر قطامش : ورد في الأثر أن سيدنا سليمان عليه السلام أرسل الهدهد لاستطلاع أمر ما في بلد ليس ببعيد فعاد الهدهد بعد ثلاثة أيام . رغم أن المهمة لا تستغرق سوي يوم واحد فتوعده سيدنا سليمان وهدده بالقتل عقابا له فقال الهدهد: الرحمة يا نبي الله فقد هبت ريح عاصفة فالتوي جناحي ولم أستطع الطيران ويبدو أن الهدهد لم يكن صادقا فقال سليمان: إذن لأعذبنك عذابا أشد من الموت وأقسي فارتعد الهدهد خوفا وقال: ما هو العذاب الأشد من الموت؟! فقال سليمان: سأضعك بين قوم لا يفهمونك ولا يقدرونك.. أتذكر هذه القصة دائما عندما أحضر ندوة ثقافية وأجد الحاضرين لا يفهمون ولا يقدرون الأدب والشعر والبلاغة والمعاني الجميلة التي تربينا عليها وأترحم علي رب السيف والقلم محمود سامي البارودي الذي قال: فلا تحتقر فضل الكلام فإنه من القول ما يبني المعالي ويهدم فان بك عصر القول ولي فانني بفضلي وان كنت الأخير ومقدم