الآليات التي تستخدمها وزارة الصحة لحث المواطنين علي التبرع بالدم والمتمثلة في نشر سيارات الاسعاف, في جميع الشوارع والميادين العامة آليات قديمة, فنحن في القرن الحادي والعشرين. ويجب ان نخاطب عقل المواطن بما يتناسب مع العصر الذي نعيشه وظروفه, فلقد عايشت حالات لبعض المواطنين البسطاء ممن كانوا دائمي التبرع بدمائهم الي أن أصاب أحدهم مكروه وكان في احتياج الي نقل دم, وهنا طلبت منه إدارة المستشفي شراء كيس دم أو البحث عن ستة مواطنين للتبرع مقابل كيس واحد من الفصيلة المطلوبة وما حدث مع هذا المواطن حدث مع أحد أقارب الدرجة الأولي للمواطن الآخر, وانني أتعجب هل هذا هو منطق وزارة الصحة وهل الآلية التي تستخدمها في حث المواطنين علي التبرع بالدم آلية ناجحة؟ الواقع العملي يؤكد فشل هذه الآلية, فمن الغرائب والعجائب ان أكون رجلا معطاء, متبرعا بشكل دوري بدمي وفي الوقت الذي اتعرض فيه لمكروه لا أجد كيس دم واحد, بل انه يجب علي أن أقوم بشراء دم بمئات الجنيهات, وأنا لا أمتلك هذه الجنيهات أو أن أبحث عن متبرعين لي بالدم أو أن يكون الموت هو النهاية. الإدارة الناجحة لابد أن يكون لديها فكر وقائي لأي أزمة مستقبلية, وبحث عن كيفية الوصول خلال فترة قليلة جدا ببنوك الدم الي حد الاكتفاء الذاتي. الإدارة الناجحة هي التي تبحث عن وسائل ترغيب المواطن وتحفيزه للتبرع بالدم, وهناك عدة طرق تستطيع اتباعها أولاها التوعية في وسائل الإعلام بفوائد التبرع بالدم بالنسبة للصحة العامة, وتقديم حالات تتعرض للموت نتيجة عدم وجود بعض الفصائل, بالاضافة الي رأي الدين في التبرع بالدم وما هو الثواب الذي ينتظر المتبرع عند الله سبحانه وتعالي. اما عن الجانب الآخر في التوعية فلابد أن يعلم المواطن المتبرع أنه عند حدوث مكروه له أو لأحد أقاربه من الدرجة الأولي سوف يجد رصيدا وافرا من الدم الذي سبق أن تبرع بأضعاف أضعافه, وهنا سنجد اقبالا غير عادي من المواطنين علي التبرع, وسوف تمتلئ بنوك الدم بجميع المحافظات عن آخرها, وبدلا من ان نجد سيارات الاسعاف تبحث عن متبرعين في الشوارع والميادين العامة سوف نجد المواطن هو الذي يبحث عن مكان التبرع. وكل ذلك لن يأتي إلا بالتوعية الدائمة بوسائل الإعلام مع بث الطمأنينة لدي المواطن بأنه سيجد الدم أيا كان نوع فصيلته عند حدوث مكروه له لا قدر الله. أحمد حسان المحامي بالنقض